الصحة النفسية للطفل :ما هى تربية الحماية الخانقة ؟!

في هذه المقالة سنقوم بالتحدث عن الصحة النفسية للطفل وما هي تربية الحماية الخانقة والتربية الصحيحة التي يجب ان نقوم بها ليكون الطفل سوي نفسياً عندما يكبر.

الصحة النفسية للطفل

إن المرء منذ طفولته تملي عليه الأشياء التي ينبغي التفكير والاعتقاد فيها ؛ فالأسرة والإعلام والأصدقاء تبرمجك علي تفسير الأحداث بطريقة معينة.

وعلي مر السنين ، تعلمت ومارست أنماطا اعتيادية من الأفكار التلقائية من الصعب اكتشافها أو تغييرها – وتلك هي الأنباء السيئة.
أما الأنباء السارة ، فهي أن أي شيء مكتسب بالتعلم يمكن نسيانه وتغييره. من كتاب الأفكار والمشاعر د ماثيو ماكاي. د مارثا ديفيز. د باتريك فانينج.

الصحة النفسية للطفل

تربية الحماية الخانقة

اليوم الحديث عن التربية المفرطة في التحفظ أو كما يسميها د محمد المهدي الطبيب النفسي في كتاب الصحة النفسية للطفل (( تربية الحماية الخانقة)) وتتلخص فلسفتها علي مفهوم المنع لسلامة الطفل من وجهة نظر المربي .

بلاش تنزل وبلاش صحاب وبلاش تروح أي مشوار لوحدك وبلاش وبلاش حتي لو كان ما سيفعله الطفل شيء يحبه وأمن تماما لأن الأب أو الأم عندهم قلق وخوف شديد علي أطفالهم ودائما الذين يتبعون هذا الأسلوب التربوي الخاطيء عندهم من المبررات الكافية…

الناس وحشة ، العربيات ، الصحاب ، الدنيا لم تصبح زي الأول ، وهكذا.
المشكلة الكبري في هذا الأسلوب من التربية أن الحماية المفرطة والخوف الشديد علي الطفل ستنشيء طفلا اعتماديا من الدرجة الأولي .
شخص لم يجرب ولم يحاول ولم يتعود علي الخطأ شخص مستسلم لأنه تعود علي من يقوم بالأفعال نيابة عنه تعود علي من يحميه وفي بعض الأحيان قد يتمرد الطفل خصوصا عندما يصل إلي سن يستطيع قول لا للآباء.

وليس معني هذا الطرح التربوي إننا نقول لا تقلقوا وأطلقوهم في الشوارع ، كلا كلا. لكن نقول دعه يجرب ، يزور أصحابه وتعرف علي أسرهم لتطمئن لكن لا تحبسه في البيت.

ما يجب ان تعلمه لابنك

عوده علي أن يقوم بأشياء كثيرة وحده وإن كنت قلقا فراقبه لتطمئن في البداية علي سلامته لكن لا تشعره بمراقبتك.
هنا ليس تجسس ، لكن مراقبة طريقه للنادي مثلا أو تذهب معه في البداية ليتعود وهكذا.
أي مساعدته للأعتماد علي نفسه تدريجيا .

من حقك معرفة أصحابه سلوكياته.
لكن لا تربي فيه الاعتمادية وتحرمه من أن يجرب ويبدع بحجة أنك تخاف عليه.
بل يصل هذا السلوك مع بعض الأمهات خوفا علي إبنها أن توصله إلي أتوبيس المدرسة وهي في الثانوية العامة وهذا يسبب حرج بالغ للأبناء بين أصحابهم.

ارفعوا أيديكم عن أطفالكم ودعوهم يخشوشنوا ويتعلموا ويجربوا فالحياة لم تعد سهلة وتحتاج الكثير من السمات الشخصية الجيدة وتحتاج تقدير للذات عالي للنجاح وتقدير الذات العالي يأتي من الإنجازات و الحركة والاحتكاك بالناس والرياضة و المحاولة والخطأ و المخاطرة المحسوبة ولك كل الحق في الاطمئنان علي سلامته وعلي دينه وأخلاقه لكن بلاش حماية مفرطة وقلق مرضي زائد لأنه سينتج جيل اعتمادي هزيل لا يعرف أن يفعل شيئا ، اجعلوهم يتحملوا بعض المسئوليات بالتدريج ولا تفعلوا كل شيء بالنيابة عنهم. وأحيانا أول من يشتكي من هذه التربية الآباء أنفسهم عندما يكبر الولد … إبني لا يستطيع أن يفعل شيء وحده ولا يريد أن يعمل وأحيانا لا ينجح في بيئات العمل. وذلك كله ناتج من تربية خانقة مفرطة في الحماية والقلق لم تترك فرصة للطفل للحركة والتجربة والتعلم والإبداع . ربنا يصلح أولادنا وأولادكم ونربيهم علي الاستقلال والحرية الآمنين .

اقرأ ايضاً:

أختين تؤام .. قصة نجاح قصيرة بدأت من التنسيق
مقالات دكتور احمد خالد توفيق: من مقال قوة الضعف
تعلم اللغة الألمانية للمبتدئين من الصفر الى الاحتراف مقدمة من قناة طليق 2020