التسويف :كيفية علاجه والخروج من ال”comfort zone”

التسويف هو الاستسلام لشعور جيد ،و لكن مؤقت

التسويف هو المماطلة و تأجيل أشياء يجب انجازها أو البدء فيها في الوقت الحالى و لكن يركن الإنسان الى الركود و البقاء في منطقة الراحة و التحلى بسعادة مؤقتة .

و منطقة الراحة أو كما تعرف بال comfort zone هي من أكبر مسببات التسويف و المماطلة , بل و قد تكون السبب الرئيسي لذلك .

و لهذا فسوف نتعرف على مفهوم منطقة الراحة ,أسبابها و كيف نخرج منها لبر الأمان .

ما هي منطقة الراحة ” ال comfort zone ” ؟

التسويف للبقاء في ال comfort zone
التسويف للبقاء في ال comfort zone

منطقة الراحة هي عبارة عن منطقة وهمية يكون فيها الإنسان يشعر بإحساس الأمان ،السعادة ،الطمأنينة و الرضى الكافي عن نفسه بقيامه بما هو سهل و مريح..

الشخص في هذة المنطقة يكون مبتعدًا عن كل التحديات التي يجب أن يخوضها لتشكل مهاراته الحياتية .

و بجانب ذلك مكتفيًا فقط بالأعمال الروتينية الغير منتجة نهائيا و يبذل فقط الحد الأدنى من امكانياته المميزة و يرفض الشعور بأي ضغط .

فيمكننا تعريف هذه الحالة كحالة رفض للتغير أو الخروج من الروتين المعتاد أو بذل أي طاقة إضافية في اليوم ,و النتيجة هي صفر انتاجية طوال الوقت .

و الجدير بالذكر أنه في الحقيقة منطقة الراحة مرتبطة بالخوف و ليس بالراحة تماما حتى و إن أنكرت ذلك فهذه هي الحقيقة .

و بناء على ذلك يكون الحل الوحيد لخروج من هذه المنطقة و البعد عن التسويف هي المواجهة و كسر هذا الحاجز و سنعرف كيف يتم ذلك في السطور القادمة .

لماذا نلجأ للتسويف و البقاء في منطقة الراحة ؟

” Discomfort is a wise teacher “

وجودنا في منطقة الراحة لديه أسباب عدة تختلف من شخص الى آخر , و فيما يلى نعرض عليكم أكثر الاسباب الشائعة :

الضغط العصبي :

الضغط العصبي (السلبي ) ينتج عن تعدد المهام المطلوب انجازها في وقت من الأوقات ،مما يؤدي إلى إصابتك بالكسل و الإحباط .

الخوف و القلق :

الخوف في هذه الحالة يكون من المواجهة للشيئ الواجب انجازة , المستقبل أو توابع الأمر , آراء الآخرين على تصرفاتك ,عدم قدرتك في السيطرة على الأمر مستقبلا .

أحيانا يكون الخوف من التغيير , الفشل , المجهول .

الكسل أو الاكتئاب :

في هذه الحالة يكون الفرد في حالة إفتقار الى الطاقة , حزين ,تسيطر عليه الامبالاة , مرهق , أو عدم وجود حافز .

عدم وجود بعد نظر تجاه مهامك:

يحدث هذا في حالة و جود قصر نظر ,و عجز عن رؤية الآثار على المدي المتوسط أو البعيد للمهمة التي يجب علينا القيام بها , و النتيجة تكون البقاء في الcomfort zone لأنه لا يوجد أي أدوات للتحفيز .

جلد الذات :

الطرق و العبارات السلبية التي تتحدث بها مع ذاتك تؤثر عليها و تتحول بالوقت الى أن تصبح واقعا ، ف مع ترديد :” أنا كسول ” ، ” أشعر أنني لن أقدر على …” فالنتيجة ستكون خمول و تسويف أكثر بسبب هذه التبريرات الوهمية التي تخلفها لأنفسنا طوال الوقت .

الكبرياء :

شعورك الدائم بالكمال أو أنك لا تحتاج لفعل أي شيئ لتصقيل نفسك بالعلم أو غيره تعتبر من أكثر الأسباب التي تقوم بتعطيل الكثيرين و خاصة الشباب .

فهذه الشخصيات تكون على اقتناع كامل بأنهم ليسوا بحاجة لتزيد قيمتهم أو ما شابه .

عدم الإتزان :

شعورك الدائم بالهموم و التشتت تجاه المهام التي يجب انجازها غالبا ما تكون بسبب عدم تحديد الأولويات في واجباتك مما يسبب لك عدم الاتزان في حياتك و البقاء مكانك .

الإعتمادية :

اعتمادك الدائم على الأشياء و الذي قد يكون على :

1- وجود شخص آخر ليرشدك

2- انتظار الظروف المثالية

3- انتظار الدوافع الخارجية

كيف نكف عن التسويف و البقاء في منطقة الراحة ؟

كف عن التسويف و المماطلة
كف عن التسويف و المماطلة

“all growth starts at the end of your comfort zone “

Tony Robbins

الخروج من منطقة الراحة قد يتطلب الكثير من المجهود و لكن أعلم يا عزيزي أن كل هذا سوف تحصد ثماره عن قريب ،لأن الأمر يستحق التغيير .

1- اكسر حاجز البداية :

دائما ما تكون الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب أو كما يقال : “مشوار ال 1000 ميل يبدء بخطوة ” , ف كل ما عليك هو كسر حاجز البداية .

و إن كانت مهامك متعددة فابدأ بأكثر المهام المحببة إليك لأن هذا يحفز العقل على العمل بصورة أفضل و الدخول في المهام التي تليها بشكل أكثر نشاطا .

يمكنك أيضًا إتباع خاصية الpromodoro أثناء العمل لأنها ستساعدك للغاية على إبقاء مخك متحفزًا.

و تذكر أن الإنجاز يولد إنجاز ، و الكسل يولد كسل

تعرف على ال promodoro technique من هنا .

2- حدد الهدف للحد من التسويف :

حدد هدف واضح للحد من التسويف
حدد هدف واضح للحد من التسويف

تحديد الهدف من أهم العوامل للخروج من دائرة الراحة ،حيث يتم وضع سبب واضح للقيام بمهمة معينة صوب عينيك .

في المقابل يتم تحفيزك للاستمرارية في العمل بشكل واضح محدد بناء على ذلك .

في الجانب الآخر إن كنت تعمل بدون هدف واضح من عملك فاحتمالية الكسل و ترك العمل ستكون أكثر بكثير .

ف كل ما عليك هو تحديد هدف مثل :

  • جنى المال
  • الوصول للوزن المثالي
  • تحسين مسار حياتك
  • ترقية أعلى من صاحب العمل
  • النجاح في امتحان ما
  • التثقيف

و بجانب ذلك حاول تقسيم هدفك لأهداف صغيرة المدى ،بطريقة أخرى اجغل الهدف الكبير مقسم الى :

  • أولا: أهداف يومية
  • ثانيا: أهداف اسبوعية
  • ثالثا: أهداف شهرية
  • رابعا: أهداف سنوية

اعرف ازاي تقدر تعمل الهدف SMART عن طريق SWOT analysis؟من هنا

3- اكتسب عادة جديدة عوضاً عن التسويف :

يجب أن نتفق عزيزي القارئ أن التسويف و البقاء في منقطة الراحة معظم الوقت هي ليست طبع أو صفة وراثية لدينا .

بل إن التسويف هو عبارة عن عادة سلبية مكتسبة ، يمكن أن تكون من البيئة المحيطة أو غير ذلك … .

و الجدير بالذكر أن أي عادة مكتسبة يمكن التخلص منها و تبديلها بعادة أخرى ايجابية ،و يتم ذلك عن طريق تغيير روتين حياتنا ليصبح بشكل مختلف عما هو عليه.

بالطبع تغيير عادة سلبية بأخرى إيجابية قد يأخد منك بعد الوقت و لكن في النهاية ستصنع منك هذه العادة الايجابية شخص أكثر انتاجية .

و اعلم أن القرار يجب أن يكون نابع من داخلك لتأخد المسؤلية تجاه كل الحواجز لتحقيق غايتك .

إقرا أيضًا :كيف تبني عادات حسنة في 4 خطوات؟

4- حدد مفاتيح تحفيزك للتخلص من التسويف :

اعرف مفاتيح تحفيزك
اعرف مفاتيح تحفيزك

اعرف الأشياء التي تثير الحماسة بداخلك و تجعلك أكثر نشاطا ، ثم الجأ لها في حين وجدت صعوبة للخروج من ال comfort zone .

قد تكون مفاتيح تحفيزك مثل :

  • التحدث مع صديق
  • زيارة شخص أو مكان معين
  • ممارسة الرياضة
  • سماع الموسيقى
  • قراءة كتاب

هذه الطريقة فعالة للغاية عن تجربة ،ف بعد قيامك بشيء محبب إليك تصبح أكثر نشاطا و لديك قابلية للبدء في أي العمل .

اقرأ أيضًا : أفلام تحفيزية عن النجاح | أقوي 5 أفلام ملهمة عليك مشاهدتها

5كلم نفسك !

تحدث مع نفسك بصوت عالٍ , واجهها بكل سلبياتها و إيجابيتها و لكن بدون جلد ذات لأن هذا سيؤثر على ذاتك بالسلب لا بالإيجاب ،ف رفقًا بنفسك .

يمكنك أيضًا التحدث معها كأنك تتحدث مع شخص آخر لدية نفس مشكلتك ،قم بإعطائها بعض النصائح لتتبعها و ارفق لها بعض العبارات التحفيزية .

و اعلم أن عقلك الباطن يستجيب كثيرًا لطريقتك في الحديث مع نفسك (سلبية أو إيجابية) و مع الوقت يصبح هذا الكلام واقع .

اقرأ أيضًا :لاتصدق ما تسمعه عن نفسك من هنا

6- لا تركز على الكم !

ركز على الوقت ،لا الكم
ركز على الوقت ،لا الكم

ركز على الوقت الذي تنجز فيه مهامك و لا تكرز على الكمية ، لأن التركيز على الوقت يزيح من عبء أو حجم المطلوب .

في عبارة أخرى عندما تخبر تفسك أنك ” ستذاكر 30 دقيقة و من ثم تأخذ قسطا من الراحة و تكمل المهمة” أفضل من إخبار نفسك أنك “ستذاكر 100 صفحة اليوم ” .

و لهذا عملية التركيز على عامل الوقت تكون أكثر تحفيزا من العوامل الأخرى .

اقرأ أيضًا : أتعلم مهارات تنظيم إدارة الوقت لتحقيق اهدافك

7- ابعد عنك المشتتات للحد من التسويف:

تجنب كل الملهيات و المشتتات من حولك ،قم بإبعاد كل شيئ يساعدك على التسويف و المماطلة بداية من التلفاز إلى هاتفك الأندرويد و أصدقاءك المحبطين .

يمكنك نزع فيشة التفاز أو تغطية الشاشة بغطاء أو ماشابه , أما بالنسبة للهاتف قم بغلق إنذار الاشعارات أو مسح التطبيقات المشتتة لك كالVideo games أو ما شابه ذلك .

ابتعد عن الأشخاص المحبطة في حياتك لأن هؤلاء الأشخاص يؤثرون عليك و على قراراتك (الlife style بالكامل )

حاول جعل البيئة من حولك بيئة منتجة أكثر ، اجعل المحيط الخاص بك خالى من أي مشتتات .

املئ الغرفة بالكتب و المراجع و الأشياء المفيدة فقط ، اضافة الى ذلك حاوط تفسك بالأصدقاء المنتجين و الداعمين لك أيضا .

حينها ستبدء بقراءة الكتب المتروكة لشهور و انجاز ما لديك من أعمال لأنه لن يكون لديك خيار آخر .

اقرأ أيضا : التشتت الذهني وعدم التركيز | أسباب وحلول

8- جرب شيئا جديدًا كل يوم :

جرب أشياء جديدة
جرب أشياء جديدة

Do one thing every day that scars you

Eleanor Roosevelt

تجربتك لأشياء جديدة هي عامل من أهم عوامل تكوين الشخصية و لا يمكن تجاهله .

جرب: الذهاب الى العمل من طريق مختلف ، مشاهدة فيلم جديد ، التنزه في الهواء الطلق ، أو طعاما جديدا و ماشابه .

لا تتجاهل هذه الخطوة و اجبر نفسك للخوض في تحديات مختلفة كل يوم ،ليس بالضرورة تحديات ضخمة .

قد تكون مثلا :خطوة جريئة للتحدث لشخص ما , طلب خصم عند شراء شيئ و هكذا .

9- قدس أوقات الراحة :

ليس مطلوب من الإنسان أن يظل منتجًا طوال الوقت ,فأخذ قسط كافي من الراحة لن تضر أبدا .

بل على العكس الراحة تعد وسيلة لإعادة شحن أنفسنا بالطاقة و الحماس اللازم لإستكمال العمل بصورة أفضل و بجودة أعلى و البعد عن الضغط النفسي .

فيجب أن تعلم أن عدم تخصيص وقت في جدولك للراحة و لترك كل الضغوط هو حتمًا خطأ كبير .

و النتيجة تكون غير مرضية , لأنك تكون قد استنفذت رصيد الحماسة و الجهد لديك ,ف قدس أوقات الراحة!.

10- للحد من التسويف : كافئ نفسك

كافئ نفسك
كافئ نفسك

الكثير أو معظم الناس تتجاهل هذا المصطلح ،او تسخر منه و تقول “كيف لي أن أكافأ نفسي ؟ “.

و المكافأة هنا لا يجب أن تكون شيئا ثمينا ، بل على العكس تماما يمكنك :

  • شراء شيئ أو طعام تحبه
  • التنزه في الهواء
  • الجلوس مع الأصدقاء
  • لعب ال vedio games
  • الاسترخاء
  • مشاهدة فيلم

و المشكلة أن الكثير يجهلون الفائدة العظيمة لهذة الخطوة و منها :

  • إدخال السعادة السرور
  • تحفيز المخ أنه إن أتمم مهامة ف سيفعل شيئ يحبه
  • القدرة على الاستمرارية في العمل
  • التخفيف من ثقل المهام
  • وجود هدف للوصول إليه (المكافأة)

و هكذا عزيزي القارئ أكون قد انتهيت من سرد 10 طرق للتخلص من التسويف و الخروج من منطقة الراحة .

كما أظن أنك أصبحت على علم بخطورة وجودك في منطقة الراحة التي تمنعك من التطور و التقدم إلى الأمام .

في الخاتمة أنصحك بأن تخرج من هذه المنطقة الوهمية لترى ما ينتظرك في الخارج ، لتنتقل لمنطقة التطور العظمى .

كتب بواسطة : شهد مدحت

اقرأ أيضًا: