عقدة النقص: اعراضها؟ واساليب الانتصار عليها؟

حتما ستكون شعرت يوما بانك اقل شانا من الاخرين بسبب مشكل جسدي او عرقي او حتى معيشي او حين وجدت ان هناك شخصا افضل منك في شيء ما كالذكاء مثلا، وهذا ما يسمى بعقدة النقص او الدونية

ما هي عقدة النقص

عقدة النقص أو الدونية هي مشاعر قد تكون ناتجة عن عيب جسدي حقيقي أو قد تظهر في المواقف التي نشعر فيها بأننا أقل ذكاءً او فاعلية من أقراننا، 

وفي حالات أخرى قد يتم اختلاق الدونية فقط من عيوب متخيلة بحتة نابعة من ضعف الثقة في النفس.

وببساطة عقدة النقص هي شعور قوي وأساسي بعدم الكفاءة ينبع من مصادر حقيقية أو متخيلة 

والشخص الذي يعاني من ذلك يتصارع مع تدني احترام الذات، ويشك في نفسه ويعتقد أنه أقل شأناً من الآخرين

وقد تمت صياغة مصطلح عقدة النقص في عام 1907 من قبل المحلل النفسي ألفريد أدلر الذي افترض أن كل شخص لديه الدافع لتحديد وتحقيق إحساسه الخاص بالإنجاز،

ولكن للوصول إلى هذه النقطة المرغوبة، يجب علينا جميعًا أن نوازن بين التعاون مع الآخرين والسعي لتحقيق أشياء أعظم.

لكن عندما تكون هذه العناصر غير متوازنة فيما بينها يمكن أن تؤدي إما إلى عقدة النقص، والإفراط في التقليل من قيمتنا مقارنة بالآخرين

انوع عقدة النقص

هناك نوعان متميزان من عقد النقص لكل واحدة منها اسباب ونتائج متقاربة تعمل على تهديم الشخص بشكل مباشر

الدونية الطبيعية

تبدأ الدونية الطبيعية في مرحلة الطفولة نتيجة قيام اولياء الامور بإجراء مقارنات بين الأطفال لانهم جميعا بطبيعتهم أصغر وأضعف وأقل كفاءة

فاستند أدلر على امثلة من قبيل أنه إذا نظرنا إلى ألعاب الأطفال وأوهامهم، فسنجد أنهم يميلون إلى وجود شيء واحد مشترك بينهم الا وهو الرغبة في النمو

وأن تكون كبيرًا وتصبح بالغًا فهذا النوع من التعويض للسعي نحو تحقيق الكمال الجسدي،

وقد يشعر الطفل بالعجز والضعف نتيجة لاعتراف احدهم له بانه اقل من الاخرين في شيء معين وسوف يعمل ذلك على كسر احترامه لذاته وضعف ثقته في نفسه.

تعطي هذه المقارنة انعداما للأمن من مرحلة الطفولة المبكرة إلى حياة البالغين

ويمكن أن يعيق العلاقات الاجتماعية والتكيف في مكان العمل وامور اخرى كثيرة من هدا القبيل

الدونية الثانوية 

الدونية الثانوية تظهر عند البالغين قد تكون ناجمة عن مشاعر متبقية من الطفولة، لتتلاعب بذاكرتهم وتتركها حبيسة تجارب الماضي السيئة، وهذا النوع قد يمنع الشخص من تحقيق أهدافه لان لديه انعدام تام لاحترام الذات وثقة في النفس

فقد يكافح الشخص من أجل الاختلاط بالاخرين وتكوين علاقات اجتماعية والحفاظ عليها بسبب عواطفه التي من انتقاصه لذاته وتحقيرها

كما يصعب على الشخص الذي تعرض لفترة طويلة من الاعتقاد بانه ادنى من الاخرين وانه سيء للغاية من ان يتغلب على هذه المشاعر بسهولة

أعراض عقدة النقص

لكل شخص طريقته في الاستجابة لعقدة النقص من الناس من تكون طفيفة غير قاسية على نفسه وهناك من يقوم بما يسمى بجلد الذات

وهنا بعض الاعراض منها الصعب ومنها المتوسط:

  • إهانة وإلقاء اللوم على الاخرين
  • الحساسية المفرطة
  • الخوف من ارتكاب الأخطاء
  • شعور تام بانعدام القيمة
  • انتقاد الاخرين
  • الخوف ارتكاب الأخطاء
  • السعي نحو الكمال التام
  • الحساسية للنقد
  • الانسحاب الاجتماعي
  • الإفراط في منافسة الاخرين

اسباب عقدة النقص

عقدة النقص

يقول البعض بانهم تعرضوا لتعليقات سلبية في حياتهم كانت السبب الرئيسي في تعزز رأيهم السيئ عن أنفسهم،

وقد تكون اغلبية تلك التعاليق ناتجة عن صعوبة في التعلم أو النطق او مشاكل جسدية اخرى  

وبعد تعرضه للتنمر بسبب هذه المشاكل يمكن للشخص ان يطور أفكارا سلبية عن نفسه يصعب تجاوزها الا عن طريق طبيب مختص،

 ففي بعض الأماكن توجد بعض التحيزات العرقية أو الجنسية أو نوع الجسم او نوع الشهادات مثلا،

ليجد الأشخاص الذين لا تتوفر فيهم تلك المعايير المميزة أنفسهم في خارج الاطار بغض النظر عن مدى صعوبة محاولتهم أو مهاراتهم التي قد تتطور للافضل

قد يساعد التعرض لقضية عدم المساواة إلى جعل الشخص يعتقد أنه ناقص بشكل فردي ولا ينتمي الى الاشخاص الانجح منه نهائيا

فكما قال اينشتاين: الجميع عباقرة لكن إن حكمت على قدرة سمكة في تسلق الشجرة ستعيش حياتها كلها وهي تؤمن بأنها غبية

كيف تتعامل معها وتتخطاها – عقدة النقص

قد يعاني الشخص كثيرا قبل اكتشاف ان لديه عقدة النقص ويصعب عليه تقبلها لكن حالما يرضى بها تتحسن حياته ويصبح اكثر انتاجية من قبل

وهنا تجد بعض الاساليب المفيدة التي تساعد الشخص على تجاوز العقدة:

  • التفكير الإيجابي
  • لا تقارن نفسك مع الآخرين
  • تقبل نفسك كما انت
  • اكتب مشاكلك وحاول تخطيها
  • تجنب اي نشاط قد يحفز عقدة النقص لديك
  • قارن نفسك مع نفسك لا مع الاخرين
  • التأمل الذاتي
  • واجه مخاوفك وتجاوزها
  • إذا كنت تعاني باستمرار من عقدة النقص يمكنك البدء في تطوير ذاتك لتكون شخصًا أفضل مما كنت عليه فتجرب أنشطة جديدة

مع التركيز على فعل الأشياء التي تجعلك تشعر بالسعادة والثقة ، هواية كانت او أي شيء آخر يساعدك على ذلك

ختاما

ان عقدة النقص او الدونية من المشاكل النفسية الاكثر انتشارا خصوصا في الدول الفقيرة والنامية نظرا للفوارق الاجتماعية الكبيرة

واذا كنت ممن كان لديه شعور بالدونية فنتمنى ان يكون هذا المقال المختصر طريقك لتجاوزها

المصادر

الدكتور سي جورج بويري 1997. ألفريد أدلر

التحليل النفسي للحالة الإنسانية: فلسفات الحياة وتأثيرها على الممارسة