ادمان الانترنت |كيف أصبحت لعبة في يدّ الشبكة العنكبوتية؟

ادمان الانترنت هو إدمان العصر، فقد توغل الأنترنت في حياتنا من مجرد وسيلة لتسهيل أداء مهامنا الخاصة.

إلى وسيلة انغمسنا فيها بشكل كبير، حتى تحولت لإدمان سلوكي، يفوق إدمان الكُحليات، والمخدرات!

إدمان الإنترنت يتحكم في عقل ونفس وسلوك الإنسان، ويشكل طباعه وشخصيته، ويؤثر فيه بشكل لا يُعقل!

لذلك كان هذا المقال للتوعية بخطورة إدمان الإنترنت على جميع الفئات العمرية المختلفة.

والذي يكثر في فئة المراهقين بشكل خاص، لخلو حياتهم من المشاغل والأعمال، وليس مثل الكبار الذي يذهب معظم وقتهم في العمل والتربية.

• قصة ادمان الانترنت؟

قصة ادمان الانترنت
ادمان الانترنت

هنالك شخص أمريكي مصاب بادمان الانترنت خصوصًا مواقع التواصل الإجتماعي، وكانت قد أثرت على حياته بالسلب.

مما أدى إلى فشل في العمل، وتدمير العلاقة بينه وبين أسرته، وفساده الديني والأخلاقي، وقد يأس صاحبنا من التخلص من هذا الإدمان.

مشكلة هذا الشخص عدم وجود القدرة والسيطرة على النفس لمنعها وسائل التواصل الاجتماعي، فقرر عدم المجاهدة.

وترك نفسه كم هو، دون تغير، أو سعي للتخلص من هذا الإدمان الذي رمى به إلى ركن فساد الحال.

لكن صديق له اقنعه بإجراء تجربة قصيرة، بما أنه قد استقر على بقائه كما هو دون تغير، وكانت هذه التجربة هي الفارق الكبير!

فقد طلب منه صديقه السفر إلى الريف، دون وجود إنترنت أو حتى أجهزة هاتف ذكية، فقط التواجد في الطبيعة.

مع أوراق العمل، والكتب، وبعض الدروات المفيدة مسجلة على قرص مضغوط.

وافق صديقنا على التجربة التي استمرت أسبوع كمالًا، ولم يكن هدف التجربة انهاء أوراق العمل، أو قراءة الكتب، أو حتى الاستفادة بأي شكل.

وقد بدأت التجربة بالفعل، وكان أول يوم سئ للغاية، فلا يوجد هاتف ذكي أو انترنت، وهو لا يدري ماذا يفعل، أنه الملل الشديد.

وفي اليوم الثاني قرر صاحبنا إلقاء نظرة على كتاب سيرة ذاتية كان على مقربة منه، وقد لفته شكل الغلاف.

وبعد عدة ساعات لم ينتبه صديقنا ويُدرك مرور الوقت بسرعة كبيرة إلا عندما أنهى الكتاب، وكان قد شعر بمتعة كبيرة لم يعتقد أنها موجودة بالقراءة.

الفرق بين الشخص الطبيعي VS مدمن إنترنت

واعطاه كتاب السيرة الذاتية هذا دفعة للأمام، وحفزه على الإنجاز، وأن يستغل كل وقته في الاستمتاع بشكل صحيح.

وبعد اليوم الثاني لم يمر إلا ثلاثة أيام وكان قد انتهى من أوراق العمل، وقراء جميع الكتب، وسمع الدورات من القرص المضغوط وقام بكتابتها.

لم يكن هدف هذه التجربة هو الإنتاج وإنهاء الأعمال المتراكمة، بمقدار ما كان هدفها إعادة ضبط نفس هذا الشخص.

ليكتشف أن العمل وشعور الإنجاز أكثر متعة وأفضل بكثير من تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.

وهنا اكتشف كيف تم خداعه، وبرمجة دماغه على عدم الاستثارة بالإنجاز والعمل الطبيعي، وهنا نبدء التعرف على كيف جعلنا الإنترنت مدمنين عليه.

• كيف يكون إدمان الإنترنت؟

بالطبع بعض منها قد سمع عن هرمون الدوبامين المسؤول عن الشعور بالرغبة والحافز الذي يدفعك للقيام بأي فعل ستحصل منه عل مكافأة.

هرمون الدوبامين مسؤول عن سعيك إلى السعادة، عن طريق القيام بالأعمال التي تجلب لك السعادة أو المكافأة.

مقدار الدوبامين الذي يفرزه الجسم يكون مرتبط بسرعة حصولك على المكافأة، ومقدار الجهد المطلوب لأداء العمل.

بمعنى كلما كان الحصول على المكافأة أسرع والجهد المطلوب أقل، كان إفراز الدوبامين أكثر.

أما إذا كانت المكافأة مؤجلة للمستقبل ومطلوب جهد كبير سيكون إفراز الدوبامين أقل.

في خاصية في الجسم اسمها Homeostasis ومعناها ميل الجسم إلى البقاء في حالة توازن.

حالة الإثارة والرغبة التي يكثر فيها إفرار الدوبامين في الجسم تعتبر وضع عدم اتزان، فبيحاول يوازنها.

بيوازنها عن طريق قبول وتكيف جسمك مع الوضع الجديد وكأنه هو الوضع الطبيعي.

بمعنى؟ على سبيل المثال المدمن عندما يبدأ في تعاطي المخدرات نفس الجرعة التي كانت تحقق له النشوة والإثارة في بداية إدمانه مع الوقت الجسم بيحاول يقلل من تأثيرها.

حتى لا تحقق نفس القدر من الإثارة، فيضطر المدمن لاحقًا تزويد الجرعة ليصل لنفس قدر الإثارة الذي كان يصل له في الماضي.

نفس الأمر بيحصل مع الدوبامين، عندما يجده الجسم يفرز بكميات كبيرة نتيجة الإنغماس في المُلهيات.

الجسم يحاول أن يقلل من تأثيره عن طريق تقليل حساسية ما يُسمى بمستقبلات الدوبامين.

كيف يكون تأثير الدوبامين علينا.

وهذا ينتج عنه أمرين وهما:

– الانغماس أكثر في المُلهيات، لتعويض قدر المتعة الذي فقدته، مثلمًا يزود المدمن جرعة المخدرات مع مرور الوقت.

– ‏نتيجة تقليل حساسية مستقبلات الدوبامين، إحساسك بالرغبة والحافز اتجاه أمور مهمة.

مثل التعلم والرياضة وأداء الأعمال يصبح أقل مما هو عليه أصلًا، أي أصبح التأثير السلبي مضاعف في هذه الحالة.

في الواقع في المراحل المتقدمة من أي إدمان الدماغ يبدأ بالتحيز تمامًا اتجاه الأفعال التي تشبع هذا الإدمان.

وهي وحدها التي يفرز من أجلها الدوبامين، ولا يفرز الدوبامين لأي فعل آخر تقريبًا، لدرجة أن المدمن من أجل اشباع إدمانه يلجأ لفعل أي شئ مهما كان خطير وبشع!

لكن في المقابل لا يجد أي حافز للقيام بأي فعل آخر لدرجة إهمال كل شؤون حياته، لكن هذا في الحالات المتقدمة من أعراض إدمان الإنترنت.

لكن تظل مشكلة ادمان الانترنت موجودة لدى فئة كبيرة جدًا من المجتمع، خصوصًا المراهقين، قد تكون بقدر أقل.

لكنه قدر كافي لحرمانا من تحقيق أهدافنا وطموحاتنا، نتيجة عدم القدرة على انجاز الأعمال المهمة.

لذلك الانغماس في الأفعال المُلهية التي ينتج عنها قدر كبير من الدوبامين -مع مرور الوقت- تصبح سبب رئيسي لفقدان الحافز والرغبة في العمل على الأعمال المهمة والمفيدة.

• عدد ساعات إدمان الإنترنت.

عدد ساعات ادمان الانترنت
عدد ساعات إدمان الإنترنت

الجدير بالذكر أنه إذا تجاوز عدد الساعات الأسبوعية الثلاثين ساعة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعية، فبذلك أنت مدمن إنترنت.

وذلك يسبب أثر بالغ الضرر عليك وعلى المحيطين بك، وهذا فيديو توضيحي لأثر ادمان الانترنت.

أثر إدمان الإنترنت على العائلة.

كيف تعلم عدد الساعات التي تستخدم فيها تطبيقات التواصل الاجتماعي؟ عن طريق ثلاثة طرق.

1. إذا كان هاتفك آيفون، فإنه بالفعل يوجد نظام تتبع لاستخدامك الهاتف الذكي، ما عليك سوا استكشاف مكان تواجد هذا النظام.

2. بعض أجهزة السامسونج خصوصًا A10، يوجد بها خاصية وضع التركيز، الذي يراقب استخدامك لهاتفك، بالإضافة إلى إمكانية إيقاف عمل بعض التطبيقات التي تريد في الوقت الذي تريد.

كما موضح بالصورة ..

3. استخدام تطبيقات خاص مثل

– تطبيق StayFree فهو يتتبع استخدامك لهاتفك الذكي، ومدى الوقت التي تقضيه في كل تطبيق، مما يساعدك على معرفة أين يذهب وقتك.

– تطبيق Forest للحفاظ على تركيزك فهذا التطبيق يساعدك على إغلاق أي تطبيق لمدة معينة من الوقت، مع وجود نظام يشجعك على عدم استخدام التطبيق.

فكلما زادت فترة عدم استعمالك للتطبيق وإلتزامك في جلسة الانقطاع عن السوشيل ميديا، يبدأ التطبيق بذرع أشجار في حديقة لك.

وأن استخدمت التطبيق بكثرة ذبُلت الحديقة، مما يدفعك للبقاء على إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي.

– تطبيق سلطة الإنجاز، حقًا من أعظم التطبيقات التي تستعملها لأجل الحفاظ على الانتاجية، وتتبع انجازك، وتدفعك للبعد عن الإنترنت.

يمكنك إكمال المقال من هنـا: كيف تُلقي بنفسك إلى التهلكة بدون وعي؟