كتاب الى الله رحلة في خمسة أيام ( الجزء الثالث والأخير ).

رحلتك مع (كتاب الى الله رحلة في خمسة أيام) لم تنته بعد ،

فقد توقفنا في الأجزاء السابقة عند اليوم الرابع،

وقد وصلنا إلى آخر يوم في رحلتنا ، وآخر حلقة من ملخص كتاب إلى الله…

اليوم الخامس : زاد الرحلة

الدنيا دار سفر ، أما الآخرة فهي دار المستقر ، يقول صلى الله عليه وسلم ( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو كأنك عابر سبيل ) …

لنراجع الأيام الأربعة الماضية من ( كتاب الى الله) :

  • ترى بعين قلبك، فتعرف حقيقة الدنيا ،وأنها ممر للآخرة لا أكثر.
  • تختار الطريق الصحيح وتعرف كيف تتخطى عقباته حتى تصل لمبتغاك.
  • تحب الله ؛ فتتعلق برضاه ، فيصبح حبه محركًا يدفعك للعمل بلا كلل أو ملل.
  • تعيش الآخرة ، فتعمل رغبة في الفوز بالهدية والنجاة من العقوبة.

زاد الرحلة :

  1. الصحبة.
  2. الابتلاء .
  3. الصبر .
  4. الاستعانة بالله .

الصحبة :

وحدة أبدية خير من صديق سوء …
فمن المؤكد أن الصحبة تذهب ملل الطريق ، ولكن إن كانت هذه الصحبة صحبة سوء فإنها قد تكون سبب الضياع ، فتفشل الرحلة التي بدأت من أجلها الصحبة.
فالصاحب يؤثر لا محالة في صاحبه ،
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ” المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل ” .

كتاب الى الله
من كتاب الى الله رحلة في خمسة أيام

ويأتي عقبة يوم القيامة يعض على يديه من الندم حين يرى عاقبة كفره!

وهناك الكثير من القصص مثل هذه في زمننا هذا تحمل نفس المعنى أو أسوأ .
لهذا عليك أن تفكر مليًا في أصدقائك منذ الآن ، وانظر هل ستسعد يوم القيامة بصحبته ، أم أنه سيكون عدوك الذي يدفعك إلى جهنم دفعًا .

الأصل أن يلتحق المرء بصحبة الصالحين، وإن لم يجد فوحدة أبدية خير من صديق سوء،

ومن يصبر على وحدة لله يلقَ أجرًا عظيمًا!

كتاب الى الله، ص 289 .

الابتلاء :

طالما قررت العودة إلى الله والسير في طريقه ،فثق أنك ستبتلى ،فحقيقة الإيمان تظهر بالاختبار .

وتذكر ؛ العبد الصادق يعبد الله ليرضي الله عنه، وليس طمعًا في العطايا والرزق والوظيفة ، ولو لم يأت الطلب تجد البعض يعود لنقطة البداية أو أسوأ.

فإن الله إذا أعطى أو منع فله الحمد وله الحكمة البالغة في ذلك ، فكن عبدًا صادقًا يرضي ربه .

الصبر:

توجد هنا مجالات كثيرة للصبر مثل الصبر على البلاء، والصبر على الطاعة ، والصبر عن المعصية،

ولكن هنا سنتحدث عن : الصبر على ضعفك .

يقول صلى الله عليه وسلم: ” كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون ” .

وهذه القاعدة ليست لتبرير الذنوب والتمسك بها كما يفعل البعض، بل لتذكرك ببشريتك وضعفك ،

فأول مخاطرة يضعها الشيطان في عقلك عندما تقرر أن تبدأ الطريق : ( كيف ستبدأ بعد كل هذه الخطايا والعيوب ؟ ) ،

يُشعرك أنك ستكون منافقًا بذلك وأن الله لن يرضى عنك، وينصحك بانتظار حالة من الملائكية لن تصل لها ،

فيدفعك إلى كراهية نفسك وفقدان الأمل .

الحقيقة أن عليك أن تبدأ بغض النظر عن حالك ، واجتهد ي التوبة ولا تتصالح مع ذنب أبدًا، ولا تقبله مهما وقعت فيه .

الفرق بين صالح وطالح، هو أن الصالحين بينهم وبين أنفسهم يعترفون بذنوبهم، يقاومونها فيدخلون معها في حرب ضروس، ينهزمون حينًا وينتصرون أحيانًا أخرى، حتى يصلوا إلى حال تقل معه ذنوبهم وتتباعد أوقات وقوعهم فيها، يتخلصون من أكثرها إلى الأبد، ويعودون إلى بعضها مرة أخرى، فيعيدون الكرة ويعلنون الحرب عليها من جديد، وهكذا يعيشون أبدًا.

كتاب الى الله، ص296.

استعن:

لا بد للعبد من الاستعانة بالله .

” إيّاك نعبد وإياك نستعين ” ؛

هذه الآية أمرك الله أن تقولها مرة في كل ركعة في اليوم وجعلك تردده حتى لا تنساه ،

وأغلبنا لا يفعل شيئًا إلا نسيانه.

أن يقع الإنسان في فخ الاعتماد على نفسه، لا على الله ومعيته وقدرته ،هو أسرع طريق للهزيمة وخيبة الأمل .

فالله وحده يقدر أن ينصرك في جهادك لنفسك وشيطانك، فلا تترك باب الله مهما حدث،

فعند الله تجد الرحمة والعفو والمغفرة والقدرة التي ليست إلا عنده ،

والله – وحده – هو القادر على تغيير حالك .

ولو قال قائل إن المعجزات ماتت بموت الأنبياء، قل له: بل أنت الذي تحتاج أن تعرف ربك، فرب المعجزات التي تدّعي موتها لو شاء أحياها لعبده المتوكل عليه المستعين به .

كتاب الى الله، ص300.

فتوكل على الحيّ الذي لا يموت، وقلها بكل ما أوتيت من حاجة روح إلى جوار ربها ومعيته .

” إياك نعبد وإياك نستعين ” .

لتحميل كتاب الى الله من جوجل بلاي : اضغط هــــنــــا .

كتبته: شروق نورالدين .