صفات الشخصية الانطوائية ومميزاتها وأسبابها :أفضل تحليل للشخصية الانطوائية في ٢٠٢١

 

حينما قرأت عن صفات الشخصية الانطوائية ومميزاتها وأسبابها وجدت العديد من الكتابات التي تتناول هذا الموضوع ولكن شعرت أن أغلب من يكتبون عن هذا الموضوع  يظهرون فقط الجوانب السلبية منها.

فإذا كنت ممن يُصنف كشخص انطوائي وقرأت هذا النوع من الكتابات ستشعر بالظلم الشديد تجاه شخصيتك؛لأنهم دائمًا ما يظهرون السيئ منها فقط وسوف تشعر  بتحامل شديد عليك.

تشعر أنك منبوذ من الكاتب والمجتمع وأمامك حلان:

  • إما أن تنفذ نصائحهم  لك  مثل أن  تتحول إلي شخص اجتماعي (دون شرح كيفية ذلك بالخطوات العملية) وكأنه أمر سهل جدًا أو كأنك  تعمل بزر بمجرد الضغط عليه ستتحول من الانطوائية إلي الانبساطية.
  • وإما أن تختار أنت تكمل حياتك كما أنت ولكن ستظل منبوذ دائمًا علي حد قولهم..

ولكن

من وجه نظرك أنت هل تعتقدأن الانطوائية هي نمط شاذ والانبساطية

هي النمط الطبيعي الذي يجب أن ينتهجه الإنسان ؟!

هل الانطوائية مرض ويلزم العلاج منه ؟!

فكر قليلًا يا صديقي

هل تريد أن تعرف الإجابة؟!

هذا وأكثر ستعرفه في هذا المقال،هيا بنا يا صديقي

  • صفات الشخصية الانطوائية ومميزاتها وأسبابها :

 

أولًا: صفات  الشخصية الانطوائية :

دائمًا ما تُوضع الانطوائية كنقطة ضعف؛ لأن صفات الشخصية الأنطوائية هي : 

بحب العزلة والبعد عن الأضواء.

والانزعاج من المناسبات الاجتماعية .

والتردد أثناء اتخاذ القرارات.

وقلة التحدث مع الآخرين.

ولكن…

هل هذه الصفات ثابتة في الأشخاص الانطوائيين ؟

هل هناك صفات ثابتة محددة  تميز الانطوائيون والانبساطيون ؟

-حتي الآن لم يتوصل علماء النفس إلى تعريفات  ثابتة تفرق بين الانطوائية والانبساطية.

ولا توجد صفات مميزة ثابتة يتميز بها الانطوائيون عن الانبساطيين أو العكس.

فيمكن أن تجد شخص انطوائي  يتميز ببعض صفات الانبساطيين

 فليس  بالضرورة أن يكون الشخص الانطوائي شخص جاد وعصبي ومنعزل دائمًا.

 -لكن هناك بعض الأشخاص الانطوائيين يجيدون التعامل مع أصدقائهم في العمل ويكونون  علاقات اجتماعية عميقة، ولكنهم يشعرون بالراحة أكثر في عزلتهم.

-لذلك يمكن القول أن:

 الانطوائية والانبساطية غير منفصلين تمامًا. وناتج شخصية الإنسان يمكن أن يكون  مزيج بين الصفات الانطوائية والصفات الانبساطية، ولكن ما يجعل الانطوائيون انطوائيون هو طغيان الصفات الانطوائية علي الصفات الانبساطية لديهم.

-ومما يجعل الانبساطيون انبساطيون هو طغيان الصفات الانبساطية بنسبة اكبر من الصفات الانطوائية لديهم.

 -يمكن للأشخاص الانطوائيين أن يتحولوا إلى أشخاص انبساطيين،  أي أن الحالة الانبساطية والحالة الانطوائية ليس شرطًا أن تلازم الإنسان طول حياته

-يمكن أن يتغير من حالة إلى حالة خلال فترة حياته.

ثانيًا: مميزات الشخصية الانطوائية :

-بالرغم من أن مواصفات الشخصية الانطوائية تصُنف كنقاط ضعف إلا أن الاشخاص الانطوائيون  الانطوائيون يستطيعون  أن يكن  أشخاص مبدعون ومختلفون عن غيرهم.

لأن بعض نقاط الضعف هي أيضًا تعتبر نقاط قوة!

فمثلا :

-غالبًا ما يتجه الانطوائيون إلى قضاء وقت طويل في عزلتهم في  التفكير العميق؛

 مما يساعدهم على التخطيط الجيد للمستقبل، وتقييم خطواتهم وقراراتهم

 عن طريق مناقشة الإيجابيات والسلبيات.

فهم دقيقون جدا، يلفت انتباههم التفاصيل ويفكرون فيها ويحللونها بدقة ومترددون أيضًا؛لذلك يكون للتفكير الجزء الأكبر من وقتهم.

ولكن التفكير الزائد يجعلهم يشعرون بالقلق والتوتر دائمًا.

-الانطوائيون يحرصون دائما على تدوين أفكارهم بالكتابة؛ مما يجعل بعضهم كُتابّا مبدعين.

-ويستخدمون التدوين أيضا كوسيلة لاتخاذ القرارات المهمة ومراجعة أنفسهم في المواقف السابقة أو التخطيط لمشروع ما ،مما يزيد من فرصة نجاحهم؛ بسبب الدراسة الجيدة.

-الأشخاص الانطوائيون يعتبرون التواصل الاجتماعي بينهم، وبين البشر هي عملية طارئة  و محددة تحدث لغرض: كحضور اجتماع لمناقشة أمر ما، وما أن ينتهي الاجتماع يعود الشخص لعزلته؛ لأن العزلة هي التي تنشط أدمغتهم.

 فالأفكار المبدعة: لا تراود أدمغتهم في الاجتماعات مثلاً ولكن في العزلة يستطيع الدماغ أن ينفذ فكرة ،أو يصل لحل لمشكلة ما ، أو يقوم بأعمال فنية مثل الرسم والكتابة.

-الأشخاص الانطوائيون لا يحبون التحدث عن أنفسهم أمام الناس.

ولكن  شريحة كبيرة من الانطوائيين يعبرون عن أنفسهم وقدراتهم بطرق إبداعية وفنية بدلاً عن التحدث والشرح الطويل ( يعملون أكثر مما يتكلمون  )

الأشخاص الانطوائيون: هم أشخاص عاطفيون جداً، يتفاعلون مع مشاعر الآخرين بجدية، ويضعون أنفسهم مكان الآخرين مما يساعدهم على مواساة الآخرين،

وتكوين علاقات قوية وعميقة بهم.

ثالثًا: أسباب الشخصية الأنطوائية :

تعتبر هذه النقطة من أهم النقاط الرئيسية في المقال؛ لكي تتعرف علي إجابة السؤال الذي طرحته  عليك في مقدمة المقال، هل تذكرته أم لا ؟!

سأفترض أنك تذكرت السؤال،هل الانطوائية مرض يلزم العلاج منه؟

بالطبع الانطوائية ليست مرض بالمعني الحرفي للكلمة ولكن إذا كانت صفات الشخصية الأنطوائية تؤثر بالسلب علي حياتك العاطفية والعملية بشكل كبير إذن هناك مشكلة ولكي يمكن حل مشكلة الشخصية الانطوائية من المهم أولًا معرفة أسباب الشخصية الانطوائية أي الأسباب التي تجعل بعض الاشخاص يميلون إلي الانطواء والعزلة ، وهناك أسباب كثيرة للشخصية الانطوائية سنستعرضها فيما يلي :

أولًا أسباب لها علاقة بالبيئة : فأحيانًا نشأة الشخص في بيئة يتميز أفرادها بالعزلة وعدم الاختلاط ، تجعل الشخص يتطبع بنفس طباع هذه البيئة فيصبح منعزل محبًا للعزلة ولا يحب التحدث مع الآخرين.

ثانيًا أسباب لها علاقة بالتربية : بعض الناس يجبرون أبناءهم علي عدم التعامل مع أشخاص لا يعرفونهم ؛ خوفًا عليهم ، وأحيانًا يصل الأمر إلي منعهم من تكوين صداقات مع زملائهم وهذا يجعل الشخص يميل أكثر للانطواء.

ثالثًا أسباب أخري مثل شعور الشخص بأنه ضعيف (لا يستطيع الرد علي إهانة شخص له مثلا  أو عدم قدرته علي استرداد حقه بنفسه) بسبب عدم ثقته بنفسه وبقدراته مما يجعله دائمًا يخاف من التعامل مع الناس ويميل إلي الانطواء.

رابعًا أسباب لها علاقة بالدماغ :

-فهل هناك اختلاف بين دماغ الانطوائيين ودماغ الاجتماعيين؟

كان الشائع  على مدار سنوات طويلة أن الأشخاص الانطوائيين؛ تستخدم أدمغتهم الجزء الأيمن من الدماغ بنسبة أكبر من الجزء الأيسر.

-حيث أن  الدماغ يتكون من جزئيين.

-كان الشائع أن الجزء الأيمن: هو المسئول عن معالجة الشعور والانفعالات الشخصية.

وكذلك فك شفرة إشارات لغة الجسد، وتحليل الأفكار على أساس العاطفة، وليس على أساس المنطق.

-أما الجزء الأيسر: فهو المسئول عن معالجة اللغة المكتوبة أو المنطوقة؛ أي تحليلها تحليل منطقي مبني على حقائق وليس على مجرد شعور أو عاطفة.

-ولكن الدراسات الحديثة أثبتت أن كلا الجزأين من الدماغ يقومان بنفس الوظائف، وأن ما يُشاع بأن كل جانب من الدماغ مسئول عن مهام محددة؛ هو افتراض ليس له أساس من الصحة.

-والدليل على ذلك أن في بعض حالات الصرع الشديدة، وبعض الاضطرابات الأخرى؛ يتم إجراء جراحة ينتج عنها استئصال جزء واحد من الدماغ.

ولا يؤثر ذلك أبدًا على معالجة اللغة أو الذاكرة أو أي اختلاف في الشخصية.

مما يثبت أن المهام التي يقوم بها الجانب الأيمن للدماغ هي نفسها المهام التي يقوم بها الجانب الأيسر والعكس بالعكس.

-أما سبب انتشار هذه المعلومة الخاطئة كان  في القرن ( التاسع عشر ) حيث وجد اثنان من الأطباء؛ أن الأشخاص الذين لديهم صعوبة في معالجة اللغة، يعانون من بعض التلف في مناطق معينة من الجانب الأيسر للدماغ.

 لذلك ارتبط الجزء الأيسر من الدماغ بمعالجة اللغة المنطوقة والمكتوبة والتحليل المنطقي للأرقام.

-وقال  الدكتور ( هارولد وولف ) أحد أكبر علماء الدماغ في القرن العشرين أن :

كلاً من نصفي الدماغ”لديه القدرة على التعبير عن المشاعر المناسبة والشهوات والدوافع، كما لديه القدرة على التعلم واستعمال الذاكرة والمنطق”

-مما يعني أنه ليس هناك علاقة بين  الجزء الأيمن من الدماغ وبين كون الشخص انطوائي

 يميل إلى العزلة.

-والسؤال الآن:

ما الذي يجعل الأشخاص الانطوائيون أكثر حبًا للعزلة؟

اختلف العلماء في معرفة الأسباب 

بعضهم أشار إلى أن السبب الذي يجعل الانطوائيون أكثر حبا للعزلة عن الانبساطيين هو اختلاف درجة استجابة مركز المكافأة  في الدماغ لدي  الانطوائيين بطريقة مختلفة عن الانبساطيين

وهما ( الدوبامين والأستيل كولين ) وهما  نواقل  عصبية  تنتقل  عبر الجهاز العصبي،

  ويؤديا  إلى الشعور  بالاستقرار واللذة والمتعة ؛ كمكافأة . نتيجة  إشباع رغبة ما مثل

(الأكل والنوم ) وغيرها.

-ولكن أدمغة الانطوائيين تفضل (الاستيل كولين) وهو الذي  يحفز الدماغ على التفكير والتأمل مما يفسر ميل الانطوائيين إلى قضاء وقت أكبر في بيئة هادئة.

-كما لوحظ زيادة حجم المادة الرمادية الموجودة في القشرة الجبهية للدماغ في الأشخاص الانطوائيين أكثر من الأشخاص الانبساطيين، وهذه المادة مرتبطة  بالفكر المجرد واتخاذ القرار. وهذا يدل على أن هؤلاء الأشخاص يقضون وقت أطول في  التفكير.

مما سبق نستنتج أن :

الشخصية الانطوائية ليست مرض ولكن هي مشكلة يمكن علاجها بشكل متوازن واقعي

الاشخاص الانطوائيون لديهم نقاط ضعف الكثير منها يعتبر أيضًا نقاط قوة فعالة .

الأشخاص الانطوائيون يمكن أن يكونوا مبدعين ولكن يحتاجون إلي البيئة المناسبة التي تنشط أدمغتهم..

ذكرنا أن الشخصية الانطوائية  مثل أي نمط من الشخصيات له عيوب ومميزات ولكن هذا النمط دائمًا ما يكون منبوذ من الأهل والمجتمع ككل، فهل هذا مبرر لنتجنبه ؟ وهل يجب أن يتحول جميع الانطوائيون من الحالة الانطوائية التامة  إلي الحالة الانبساطية التامة ؟

وهل تُعتبر الانطوائية  نمط شاذ والانبساطية( الاجتماعية )هي النمط الطبيعي الذي يجب أن ينتهجه الإنسان؟

-صديقي، الحياة هي مكان واسع وعميق، غير متزن وملئ بالتقلبات.

الظروف والأشخاص والأماكن كلها متغيرة.

-في رحلتك خارج المنزل كل يوم؛  تتعامل مع ما لا يقل عن عشرة أشخاص، عشرة أشخاص مختلفون في الصفات والأفكار وردود الفعل، لذلك يجب أن تكون مرناً ما بين الانبساطية والانطوائية.

 -ففي بعض الأحيان نحتاج إلى العزلة وفي وقت أخر نحن مجبرين على التعامل والاندماج في المجتمع. حتي الأشخاص الانبساطيون يحتاجون أحيانًا إلى وقت للعزلة.

-وفي بعض الأحيان يجب أن نختار الصمت، عندما لا يكون الكلام مجدياً.

 ثم نعود للحديث مرة أخري في الوقت الذي نشعر فيه أن حديثنا يمكن أن يكون إضافة  أو يحدث فارقا.

-فالحياة بتغيراتها وظروفها المتقلبة تحتاج إلى المرونة.

-إذا كنت شخصًا انطوائيا؛ يجب عليك أن تختار من الانطوائية الصفات الايجابية مثل:

التفكير في الكلام قبل التكلم،  والتفكير العميق الذي يساعدك على الإبداع ويزيد احتمالية نجاحك  في الوصول لهدفك وعدم الثرثرة.

-وخذ الصفات الإيجابية من الانبساطية مثل:

 التفاعل مع المجتمع بديلاً عن العزلة الدائمة، وتكوين علاقات قوية وعميقة.

صديقي…

-لا تكن صامتًا فتظلم نفسك.

حاول أن تفصح عن رأيك في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة، هذا مهم جدا ؛ لأن بعض المديرين يقيسون مدي كفاءة الموظفين بمدي قدرتهم على التحدث،وإحداث الضجيج حتي ولو كان حديثهم بلا فائدة، ولا يُضيف أي جديد.

-كذلك الطالب المُفضل لدي بعض الأساتذة:

هو من يجيد التفاعل وإحداث الضجيج حتي ولو كان غير مجتهد.

صديقي…

-الحياة متقلبة؛ وتحتاج إلى مرونة.

فإما أن تسير اليوم على خُطاها.

وإما أن تُجبر غدًا على  اتباع خُطاها!

 

الكاتبة /هاجر أحمد عبد الموجود

 

 

المصدر : كتاب غَيَابَةِ الْجُبِّ ْ للكاتبة هاجر أحمد عبد الموجود للمزيد عن تنمية الذات والنصائح والمقالات التحفيزية تصفح الرابط التالي أكبر موقع كتب وكورسات مجانية