كيف تكون سوياً؟ طرق تحقيق التوافق النفسي

الكثير أصبح يشكي أمراضاً نفسية كثيرة، من ضغط داخلي، توتر، قلق واكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية وافتقاد التوافق النفسي .

تعود تلك الامراض إلي عجز المرء عن الملائمة بين نفسه ومطالب الحياة ومشكلاتها. وغياب التوافق النفسي للشخص وبالتالي السوية.

هل تعلم أن طريقة تفكيرنا وإدراكنا هي التي تصنع واقعنا ؟! فإن كانت إيجابية ستري حياة مليئة بالسعادة والإيجابية، والعكس إن كانت النظرة سلبية ستكون الحياة مليئة بمشاعر الفشل والاكتئاب.

ماهو التوافق النفسي ؟

يقصد بالتوافق النفسي، خلو الشخص من مظاهر الاضطراب السلوكي والنفسي، وهو طريقك لتحقيق الصحة النفسية عن طريق تقبلك لذاتك والتأقلم علي الاحتياجات الذاتية مع متطلبات البيئة من حولك.

كيف تحقق التوافق النفسي ؟

1- حاصر القلق

القلق هو مشكلة الانسان المعاصر، يموت أغلب البشر بسبب القلق أكثر من الحروب، فاغلب مرضي المستشفيات مصابون بأمراض جذورها نفسية.

من أهم مسببات القلق هو الخوف علي المستقبل وحمل هم الغد ونسيان عيش الحاضر في سلام. ولعل رسولنا الكريم أتانا بالحل.

من بات آمناً في سربه معافي في بدنه مالكا قوت يومه فقد حزت له الدنيا بحذافيرها

صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم

هذا لا يعني ان لا تفكر في المستقبل، بل تستعد له دون تتحامل علي روحك بهم الغد. يقول عالم النفس ويليام جيمس

إن الله يغفر خطايانا، لكن الجهاز العصبي لا ينسي ولا يغفر

فاترك قلق الغد يدبره الله لك الذي يحسن التدبير، وعش اليوم لليوم لاغده ولا أمسه.

2- الصحة النفسية هي الطريق الملكي للصحة الجسدية:

أولاً هل تعلم عن الأمراض السيكوسوماتية، وهي أمراض تحدث لأسباب نفسية، كقرحة المعدة وضغط الدم وضعف المناعة وآلام المفاصل وغيرها من الأمراض.

فكيف نقي انفسنا من هذه المشكلات النفسية القاتلة ؟

اولاً :- ضرورة تقبل الذات كما هي :

شئ لا يمكن التحرر منه، وهو ذاتك التي عليك تقبلها كما هي بعيوبها وأخطائها، ومحاولة تصحيح أخطائها وتطوير أي قصور في حدود الواقع الذي تعيشه،

ثانياً:- تفاني في خدمة الآخرين :

” خادم القوم سيدهم ” عبارة ألتصقت بنفسي منذ سنوات وأتعامل مع الآخرين وفقها، واكتشف علماء النفس أن الناس الأقرب إلي الصحة النفسية والتوافق هم الأشخاص اللذن يتفانون في خدمة الآخرين.

إن السر يكمن في الحالة النفسية فالسعادة والأقبال علي الحياة ولشعور بالقيمة وحب الناس لك ومدي إسهامك في إسعاد الآخرين، يمنحك الراحة والتوافق النفسي والجسدي.

3- إحرص علي إداء الصلاة في مواقيتها :

الصلاة هي دليل ايمانك وبركة يومك، راحتك النفسية والسكينة التي تستجلها وانت واقف بين يدي الله عز وجل.

فاعظم علاج للقلق هو الإيمان بالله، فالصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط علي الأطلاق، فهي نوراً نستعين به علي معاناة الحياة.

تقول الإحصائيات أن كل خمس وثلاثون دقيقة يقع حادث انتحار، وكل مائة وعشرين ثانية يصاب شخص بالجنون، والسبب هو البعد عن الله وضعف الايمان، فالصلاة ليست مجرد فرضاً، بل هي وسيلة روحية لتزويد الروح الإنسانية بطاقة خفية تجعلها تنعم بالسلام في أشد اللحظات.

4- إحرص علي قراءة القرآن :

اقرأ كتاب الله أو استمع إليه بتركيز ، اختر من تحبة من القراء واستمع للقرآن. الأفضل ان تجعل لنفسك ورد يومي من القرآن وإن كان صفحة واحدة، فلا تهجر كتاب الله، كي لا تهجرك السعادة.

5- أحرص علي قراءة القصص القرآني وسير الخلفاء الراشيدين :

قراءة قصص القراءن وسير صحابة رسول الله، تتأمل سير ملائكة بشر يسيرون علي الأرض. خاصة إذا كنت تمر بضائقة مادية سوف تشعر بالرحلة عندما تتامل حالة الزهد في العيش.

سوف تتغير نظرتك للحياة وتشعر بالراحة وتخفف من مشاعر القلق والتوتر.

6- إبتعد عن التحسر علي الماضي

يعاني الكثير منا من تلك العادة السلبية وهي التحسر علي الماضي، فكثيراً ما نقول ” كنت أستطيع أن افعل … ” كان يجب أن افعل ذلك” وكلمة ” لو” كنت فعلت لتغيرت حياتي، هذا التفكير السلبي غير العقلاني مؤلم ومعذب للنفس، عتاب لن يجلب لك سوي الحسرة والندم علي الماضي.

ما إذا واجهتك مشكلة في يوم، افترض اسواء الفروض الناتجة وهيئ نفسك لذلك حتي لا تقع فريسة للخوف والتوتر والقلق.

7- “من بات كالاً من عمل يده بات مغفور له”

الإنسان السوي هو القادر علي الحب والعمل

سيجموند فرويد

حديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، ما اروعه حديث يحثنا علي العمل، فمن يعمل ويتعب ويأكل من تعب يده يبات مغفور له.

تعب العمل يكفيك االشعور بالقلق والتوتر، فهناك نظرية في علم النفس تقول ” من الصعب أن ينشغل الذهن البشري بأمرين في وقت واحد” فانشغل بعملك ولن تشعر بالقلق والتذمر من الحياة.

أن الطبيعة تكره الفراغ:

العقل الفارغ ما أن يلبث أن تهاجمه الهواجس والمخاوف ومختلف المشاعر السلبية. البطالة تقضي علي طمأنينة وسكينة النفس البشرية.

إن وجدت نفسك بلا عمل، تطوع، مارس أي من هوايتك واكتشف نفسك، اشغل نفسك حتي لا يفترسك القلق في الفراغ.

8- أهمية النوم للصحة :

النوم هبة الله للإنسان، هو اكسير الحياة يعيد به الجسم بناء نفسه ويصلح ماتليف من انسجته.

فالنوم كلما كان عميقاً وصحياً، نجد الحياة اكثر إشراقاً، فنستيقظ وينمو داخلنا دافع الإنجاز وتفاقم الرغبة في تحقيق الذات. بينما إذا كنت مصاب بالأرق تكوم حاد المزاج، مرهق وعصبي.

روشتة للنوم السعيد :

  • عليك أن تعمل بجد
  • مارس الرياضة
  • أبتعد عن أدوية وعقاقير منومة وكذلك التدخين
  • لا تأكل قبل ان تنام بثلاث ساعات حتي لا ترهق الجهاز الهضمي الذي يعمل بكد للهضم ويمنعك من النوم العميق
  • نم علي جنبك الايمن، فحين ننام علي الجانب الأيسر نضغط علي القلب بثقل الجسم وهذا لا يجعله يعمل بحرية. صدق رسول الله
  • فكر في شء تحبه أو موقف لطيف حدث لك اثناء اليوم
  • توضا قبل النوم
  • أدعو الله ” باسمك اللهم وضعت جنبي وبك ارفعه، فإن امسكت نفسي فاغفر لها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين”

اعرف كيف تجعل صباحك استثنائي وتزيد من إنتاجيتك

9- العقل السليم في الجسم السليم

الحكمة الأشهر علي الأطلاق، هل تعمل بها ؟! فالصحة هي أعظم نعمة للإنسان، فصحتنا الجسدية مرتبطة ارتباط وثيق بصحتنا النفسية.

فرياضة المشي تعالج مشاعر الاحباط ورفع الروح المعنوية وكذلك نشاط المخ والقلب وانتاج هرمونات تحفز السعادة والرضا. وتساعد علي النوم المريح وتزيد من قدرة الانسان علي التحكم في مشاعره.

عادات الاكل ” يجب علينا ان ناكل لكي نعيش لا أن نعيش من أجل أن نأكل. عليك ببعض الإرشادات

  • ابدا يومك بتناول الفاكهة
  • تجنب تناول الوجبات الدسمة
  • تناول باستمرار السلطة
  • اجعل تناول الفاجهة والخضروات مصدرك لسد الجوع بين الوجبات

تجنب الجفاف، فنحن لا نشرب الا بعد أن نشعر بالعطش، وبذلك يصبح الجسم جافاً. عليك بتناول المائ قبل الوصول لمرحلة العطش، وتناول العصائر الطازجة.

10- كن جميلاً تري الوجود :

في وسع العقل ان تخلق وهو في مكانه من الجنة جحيماً، أو نعيماً من الجحيم

الشاعر مليتون

اي اننا وحدنا قادرون علي صنع السعادة لأنفسنا من خلال إدراكنا ونظرتنا للامور.

إن المرء لا تضره الحوادث، وإنما الذي يضره حقاً هو تقديره للحوادث، وتقديرنا للحوادث امر متروك لنا وحدنا

11- تبسمك في وجه اخيك صدقة

هذا الحديث معجز إذا قام الإنسان بالتبسم في وجه الآخرين يشعر بالاسعادة فهناك 80000 عضلة في الوجه تتحرك حسب إنفعالات الشخص المختلفة.

كيف تحقق التوافق الاجتماعي ؟

  • احرص علي الاصدقاء القدامي تستعيد معاهم لحظات وذكريات الطفولة
  • احرص علي مصادقة أولادك
  • أحرص علي عبارات الشكر والتقدير لشريكك
  • لا تكبت مشاعرك البيلة تجاه اي شخص، عبر عنها
  • كن مشاركاً في الأعمال التطوعية
  • احرض علي تسجيل الاحداث السارة والايجابية في حياتك اليومية
  • لا تجلس إلا مع من تحب وتشعر معه بالارتياح
  • احرص علي الجلوس مع أناس لديهم دافع الإنجاز وحافز قوي علي التطور وحي الحياة.
  • ادخل في مناقشات جادة مع الاخرين وعبر عن رأيك
  • احرص علي الاستماع للموسيقي الهادئة
  • احرص علي مساعدة الناس خصوصا وقت الازمات
  • حاول ان لا تخسر أحد واسعي ائما لتفهم الاخر
  • احرص علي ان يكون لدبك هواية كالقراءة والاطلاع أو الكتابة، السفر أ,و الرسم
  • اغتنم اي فرصة للعيش في حالة مرح وسعادة
  • عامل الناس من منطلق مميزاتهم وليس عيوبهم
  • لا تؤجل اي اعمال تريد القيام بها
  • كن معتداً بنفسك واثقاً بذاتك
  • احرص علي الاتصال بالاصدقاء والعائلة في المناسبات السعيدة والاعياد
  • سجل ما يعجبك في شخصيتك من خلال مايقوله لك الاخرين
  • حدد اهدافك وقسمها أسبوعية، شهرية وسنوية
  • تمني الخير للاخرين وحاول ان تشعرهم بذلك
  • اجعل قلبك عامر بالايمان وتامل عظمة الله في الكون.

المصدر كتاب كيف تبدو سوياً.. مبدعاً.. متحدثاً

كتابة | سارة شكري