التركيز في المذاكرة | لماذا نتشتت وكيف نتغلب على التشتت؟

التركيز في المذاكرة من الأشياء التي يحتاجها كل طالب للحصول على نتائج أفضل، ولكن نادرًا ما ترى شخصًا يمكنه التركيز على مهمة واحدة لساعات. فكيف بهذا الطالب الذي تدور برأسه مئات الأفكار التي لا تظهر سوى وقت المذاكرة خصيصًا؟

وبما أن الأشخاص الذين يمكنهم التركيز يمكنهم فعل المزيد، في هذا المقال نقدم لك عدة نصائح تساعدك على التركيز في المذاكرة بل وفي أي عمل تقوم به.

اليوم سنتحدث عن ما الذي يؤثر على تركيزك وما الذي يمكن فعله لتحسينه؛ مستعد؟

# مُركز أم مشتت؟

يمكننا قول أن هناك نوعان من التركيز : التركيز المشتت والتركيز المُركز (المكثف).

أولًا :التركيز المشتت.

التركيز المشتت هو عبارة عن الاهتمام الموزع على نطاق واسع، بمعنى أخر تعدد المهام والاهتمامات، ومحاولة القيام بالعديد من الأشياء في نفس الوقت.

على سبيل المثال، تنظيف المنزل أثناء التحدث في الهاتف وأثناء طهي العشاء.

أو شخص يحاول التركيز على شيء واحد لكنه يستمر في التفكير في شيء آخر في نفس الوقت.

وهذا ما يفعله معظم الناس، يقسمون انتباههم إلى أشياء مختلفة كثيرة.

تكمن مشكلة هذا النوع من التركيز في أن الدماغ سيء جدًا في التبديل والتنقل بين عدة أشياء في وقت واحد.

عندما تقوم بالتبديل من مهمة إلى أخرى ، فهذا ليس تبديلًا فوريًا، يجب على الدماغ “تحميل” سياق كل ما يتم القيام به في ذاكرتك.

فعندما تحول انتباهك باستمرار من شيء إلى آخر ، فإنك تجبر الدماغ لتحميل وإعادة تحميل السياق مرارًا وتكرارًا. فينتهي بك الأمر بإنفاق الكثير من الطاقة العقلية في التبديل ذهابًا وإيابًا ، مما يستنفد طاقتك دون أن تفعل الكثير..

ثانيًا: التركيز المركز أو التركيز البؤري.

يمكننا أن نطلق على هذا النوع من التركيز بـ”التركيز الليزري” فشعاع الليزر يتركز كله في نقطة واحدة.

كلمة تركيز في اللغة تعني توجيه كل المجهود العقلي إلى موضوع واحد حتى تمامه.

يمكنك تحقيق ذلك من خلال توجيه انتباهك إلى إجراء واحد فقط، وتجاهل كل شيء آخر.

أي تركز انتباهك على شيء واحد فقط حتى تنتهي منه متجاهلًا تمامًا أي منبهات أخرى.

# أفضل طريقة لتجنب تشتت التركيز هي تجنب التشتت.

ولكن ماذا يمكنك أن تفعل لتجنب شرود التركيز في المذاكرة أو غيرها؟

الأمر سهل، فالدراية بالأشياء التي تشتتك هي مفتاح تخلصك منها.

إذا كان الهاتف يشتتك أثناء المذاكرة؛ ضعه خارج الغرفة تمامًا.

إن كنت تستخدم الهاتف في المذاكرة فقم بتقيد عمل التطبيقات التي تشتتك مثل الفيسبوك، الواتساب وغيرها عن طريق تحميل أحد البرامج المختصة في ذلك.

فالتركيز في المذاكرة لن يتحقق إلا بقطع تلك النبتة الضارة نبتة المشتتات من جذورها ولا تتهاون في ذلك إن كنت تريد الوصول لأهدافك وتحقيق غايتك حقًا.

لن تتخلص من شيء إلا إذا تخلصت منه بالفعل، لا تتحايل على نفسك وتخدعها كن صادقًا وتخلص مما يؤذيك ويؤذي تقدمك ونجاحك فورًا دون تردد.

التركيز في المذاكرة والتركيز بشكل عام

# أهتم بجسدك يهتم بك!

شيء لا يؤخذ في الاعتبار في كثير من الأحيان إذا كنت تريد أن يعمل عقلك على النحو الأمثل، يجب أن تعتني بجسمك جيدًا.

إذا كنت تنام أقل من ٧ ساعات في اليوم ، فسوف يتأثر تركيزك.

  • تبين أن الحصول على ٧-٩ ساعات من النوم يؤدي إلى تحسن التركيز.
  • يجب أيضًا ممارسة الرياضة يوميًا، لا أقصد الخروج والركض في ماراثون ، ولكن اذهب في نزهة على الأقدام هذا يكفى.
  • ترطيب الجسم بالماء مهم جدًا، فعندما تستيقظ في الصباح لا يمكنك التفكير بشكل صحيح فورًا، فأحد الأسباب هو أنك لم تشرب منذ أكثر من ٨ ساعات، لذا فأنت قليلاً تشعر بالجفاف.
  • يلعب النظام الغذائي دورًا مهمًا في الأداء؛ إذا كنت تعتمد على الأطعمة غير الصحية أو المشروبات المصنعة فأنت تؤذي عقلك!
  • يؤدي ارتفاع نسبة السكر إلى ضباب الدماغ وقلة التركيز. فابحث عن بدائل صحية كالعسل وغيره.

الخلاصة : للتركيز بسهولة أكبر، يجب أن تعتني بجسمك جيدًا.

# التركيز مهارة عليك اكتسابها.

التركيز مهارة مثل أي مهارة يمكنك تنميتها وتقويتها بالتدريب المستمر، فتقوية تركيزك مثل التدريب في الرياضة كلما تدربت وواظبت؛ كنت أفضل.

عندما تبدأ يمكنك التركيز لمدة ١٠ دقائق فقط، إذا قمت بذلك يومًا بعد يوم، فسيتم تعزيز تركيزك وستكون قادرًا على القيام بذلك لفترة أطول.

إذا كنت لا تستطيع التركيز لساعات الآن ، فلا بأس بذلك.

يمكنك تدريب تركيزك البؤري؛ وأفضل طريقة لممارستها هي تخصيص قدر معين من الوقت كل يوم للتركيز بشكل مكثف على مهمة واحدة.

# اجعل التركيز عادة يومية.

كثير منا ينتظرون الفرصة المثالية التي نشعر فيها بأن كل شيء جاهزًا لتركيز خارق ورائع ولكن هذا نادرًا ما يحدث فهذا منظور خاطئ.

من الأفضل أن يكون لديك وقت مخصص في اليوم، حيث يمكنك الجلوس والتركيز على شيء واحد لأطول فترة ممكنة.

تريد المذاكرة ؟

اجعل كل التركيز في المذاكرة فحسب دون شيء أخر!

تريد الصلاة؟

اجعل كل تركيزك في الصلاة واترك الدنيا وما فيها.

أين كان الذي تريد فعله أجعله بنكهة التركيز المكثف مركزًا تمامًا حتى تكتسب تلك المهارة في جميع أوقاتك.

عليك حماية تلك المساحة الزمنية التي تتدرب بها، مع مراعاة أن أفضل وقت للتركيز في الصباح، بعد حوالي ساعة من الاستيقاظ.

فعندها تكون مستيقظًا تمامًا ولا يكون عقلك مشغولاً بعد بأشياء أخرى.في ذلك الوقت ، عادة ما يكون لديك أي عوامل تشتيت ويكون لديك كل وحدات التركيز الخاصة بك جاهزة وكأنك مشحونًا تمامًا.

لكن ماذا عن الظهيرة؟

إذا كان يومك مشغولاً ، فإن انتباهك مشتت بالفعل في اتجاهات كثير وقد تم تحفيز عقلك بشكل كبير بالفعل. فهذا هو السبب في أنه من الأسهل بكثير التركيز في الصباح فأنت توًا استيقظت ولازلت بنشاطك.

ولكن إذا قررت في منتصف فترة الظهيرة المشتتة فعل شيء ما والتركيز عليه – على سبيل المثال الدراسة- سيكون من الصعب عليك إعادة توجيه انتباهك والتركيز بشكل فعال لذلك سوف تحاول ذلك كثيرًا.

و هذا لا يعني أنه من المستحيل التركيز في فترة ما بعد الظهر تحتاج فقط إلى إلغاء تنشيط عقلك قليلًا عن طريق أخذ قسط كافٍ من الراحة.

اقرأ أيضًا:التشتت الذهني وعدم التركيز | أسباب وحلول.

# إنه يدمر عقلك.

من الصعب جدًا التركيز على شيء ما لفترة طويلة من الزمن دون أن تتعب عقليًا لا يهم حينها إذا كان التركيز مبعثرًا أو مُركزًا فكلاهما مرهق.

هذا هو السبب في أنك بحاجة إلى التوقف وإعطاء عقلك قسطًا من الراحة بعد فترة.

وهنا يُخطئ الكثير من الناس، فأخذ قسط من الراحة لا يعني إخراج هاتفك المحمول أو الإنترنت فهذه الأشياء تحفز عقلك باستمرار فتجعلك كمدمن مخدرات عقليًا فتستهلك بشكل أكبر طاقتك العقلية بدلاً من إعادة شحنها.

ما يجب عليك هو المشي أو التأمل أو أخذ قيلولة، تسمح لك هذه الأنشطة بالانفصال والبدء في إعادة شحن طاقتك العقلية ، لأنهم ليسوا بهذه الإثارة ولا تجهد عقلك كما تفعل تلك الأشياء الإلكترونية.

أعلم أنه قد يبدو مملًا، لكن يجب أن تدع نفسك تشعر بالملل لإعطاء عقلك فرصة للتنفس.

بالطبع ، أخذ قسط من الراحة الذهنية ليس فقط عندما تريد التحول من التشتت إلى التركيز المركز أنه مفيد جدًا أيضًا عندما تريد توسيع قدرتك على مواصلة التركيز بشكل مكثف.

مثال توضيحي

تتخيل أنك تركض لمدة ساعة دون توقف.لديك بعد ذلك استراحة لمدة ١٥ دقيقة ، قبل أن تتمكن من الجري لمدة ساعة أخرى، يمكنك اختيار ما يلي:

أ) الجلوس والاسترخاء وعدم القيام بأي شيء لمدة ١٥ دقيقة.

ب) القفز على الحبل والقيام بتمارين ضغط لمدة ١٥ دقيقة.

من الواضح أنك تختار الخيار (أ) فهذا أكثر منطقية حتى يمكنك المواصلة.

تريد الحصول على طاقة كافية لتعمل ساعة أخرى بعد كل شيء.

في هذه الحالة الجري هو تشبيه التركيز. عندما يتم التركيز لمدة ساعة واحدة ، لا تضيف المزيد من التحفيز إلى الجري.

فكذلك ستصاب بالتعب عقليًا إذا شاهدت التلفزيون أو تتصفح الإنترنت. لذا ابحث عن نشاط يناسبك ، لا يحفزك عقليًا ويرهقك أكثر.

بوصولك إلى هنا فأنت الأن قرأت ما يقارب ١٢٠٠ كلمة! من وجهة نظرك هل كنت مشتت التركيز أم تركيزك مكثف؟تستطيع أن تحكم على تركيزك في هذه الحالة عن طريق مدى الاستفادة التي حصلتها من هذا المقال واعتبر هذا أختبار صغير لمدى جودة تركيزك.

وفي النهاية، إليك أهم ما ذكرنا :

  • هناك نوعين من التركيز : تركيز مكثف وتركيز مشتت؛ فاعلم نوع تركيزك واعمل على إصلاحه أو تعزيزه.
  • أفضل طريقة لتجنب تشتت التركيز هي تجنب التشتت، إذا أردت التخلص من شيء ما يجب أن تتخلص منه بالفعل لا تتهاون في ذلك!
  • اهتم بجسدك وصحتك جيدًا فهذا ينعكس على سلامة عقلك ومدى تركيزك.
  • التركيز مهارة مثل أي مهارة يمكنك اكتسابها بالتدريب والاستمرار؛ فاهتم بتلك المهارة جيدًا.
  • اجعل التركيز المركز أو المكثف عادة يومية كتحديد ساعة في اليوم للعمل العميق دون أي مشتتات.
  • يجب أن يسترخي عقلك قليلًا فخصص له وقتًا من الراحة دون أي مجهود زائد وأفضل شيء تفعله هو الصلاة، كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم:”أرحنا بها يا بلال”.

التركيز أمر يسير إذا كان لديك هدف واضح تسعى إليه حينها ستستطيع التغلب على المشتتات وغيرها، فقط استعن بالله ولا تعجز.