ما هو التعلم الذاتي وأفضل الطرق لتطبيقه؟

عندما تبحث عن التعلم الذاتي وكيفية التعلم بفاعلية أكثر من جميع الدورات ومنصات تعلم الذاتي ستجد أن جميع مقالات تتحدث عن مميزات التعلم الذاتي وفوائده ولكن لم يتم طرح أي طرق مجربة عملية لهذا الشكل من التعلم

في هذه مقالة سأطرح بعض استراتيجيات التعلم الذاتي وخطوات بسيطة مجربة تتبعها لتحقيق أكبر استفادة مما تتعلم
وسأجيب أيضًا علي بعض اسئلة منها:

  • لماذا من المهم اكتساب هذه مهارة بالتحديد؟
  • ما الفرق بين هذا التعلم والتعلم النظامي المعتاد وأيهما أفضل؟
  • كيف نتعلم بشكل ذاتي يحقق أهدافنا؟
  • وما الطريقة الأمثل لتعامل مع أنواع المعرفة المختلفة، أنحفظ كل شيء أم نطبق كل شىء؟

هيا بنا نتناول هذا موضوع بشىء من التفصيل………

فرق بين هذا التعلم والتعلم النظامي

التعلم الذاتي
التعلم الذاتي

في البداية عزيزي القارئ هناك نوعين من التعلم وهما التعلم الذاتي والتعلم النظامي

التعلم نظامي له مصادر وخطة زمنية تم وضعها سابقًا بواسطة خبراء ومعلمين بينما التعلم الذاتي فيتم وضع خطة ومحتوي بما يناسبك ويناسب أهدافك من رحلتك تعليمية.

كما للتعلم الذاتي مميزات فله عيوب أيضًا منها عدم إلتزام وتسويف الذي ستتعرض له وعدم وضعك لخطة ثابتة للتعلم
وعدم توافر مصادر مناسبة للتعلم.

ولكن في الحقيقة نحن لا نملك رفاهية الاختيار في كثير من الأحيان.

هناك العديد من مهارات لن تجد لها دورات نظامية لتعليمها ولو وجدت فستكون بأسعار باهظة جدًا، بالإضافة إنها من المحتمل ستفرض عليك معلومات ومساقات أنت لا تريد تعلمها من أساس.

التعلم الذاتي: (ما مفهومه؟ )

هي بعض استراتيجيات ومبادئ التي ستُسهل علينا تعلم بشكل مكثف وحصول علي أكبر استفادة من ما نتعلم.

ما الفرق بين التعلم والاطلاع؟

التعلم الذاتي
التعلم الذاتي

دائما نخلط بين التعلم والاطلاع فالكثير منا يظن إنه بقراءة عدد من صفحات أو مشاهدة عدة فيديوهات في مجال معين
بإنه بذلك يتعلم تعلم ذاتي لهذا مجال.

ولكن في حقيقة هذا يُدعي إطلاع لإن التعلم هو الحصول علي مجموعة من معلومات وتطبيقها والتعلم بدون تطبيق فما هو إلا إطلاع.

كما يجب اعتماد التعلم ذاتي علي إنه مشروع له خطة زمنية وأهداف وليس نشاط ثانوي تعتمد ممارسته علي حالة مزاجية.

ويجب أن تكون أهداف مشروع التعلم محددة وقابلة للقياس مثل حفظ ١٠٠ كلمة إنجليزية مثلًا
وليست تخيلية مثل إتقان اللغة إنجليزية مثلًا.

وخطة الزمنية لمشروع قد تكون بتحديد وقت معين يوميًا أو خلال أيام محددة أسبوعيًا وأهم شيء أن يكون مشروع تعلم له خطة زمنية و أهداف وأن تكون مدة هذا مشروع لا تزيد عن شهر.

ويُفضل تركيز علي مشروع واحد وإنهاءه بدل من العمل علي مشروعين في نفس وقت بتركيز أقل.

أؤمن بكل ثقة أن التعليم الذاتي، هو التعليم المُثمر الوحيد على وجه الأرض.

ألبرت أينشتاين

بعد هذه مقالة يجب أن تقرأ : التعلم الذاتي طريقك الأفضل للتعلم والنجاح

خطة التعلم

في بداية رحلتك للتعلم الذاتي ستواجه بعض الصعاب في وضع خطتك وأهدافك التي تسعي إليها.

في هذه فقرة سأوضح لك ٣ خطوات بسيط لتحديد خطة التعلم :-

هيا بنا نتعرف عليها

ستسأل عدة أسئلة لنفسك كل سؤال له غرض معين :-

السؤال الأول: لماذا اتعلم؟

هذا سؤال سيوضح لك ما إن كنت بالفعل تريد تعلم هذه مهارة من أجل حب منفعة أم من أجل حب التعلم ويُفضل أن يكون هدف من تعلم خليط من حب تعلم وحب منفعة.

وستعرف من إجابة هذا سؤال ما الجزء الذي تريد تعلمه بالضبط لإن كما ذكرت سابقًا في التعلم بشكل الذاتي أنت غير مُجبر علي تعلم شىء لا تريد تعلمه.

وللتوضيح أكثر

إذا كنت تريد تعلم الإنجليزية من أجل استفادة من محتوي أجنبي مرئي مثل فيديوهات وبودكاست فيسكون هدفك هو تحسين مهارة استماع أكثر من تحسين مهارة الكتابة مثلًا.

السؤال الثاني: ماذا اتعلم؟

سيتسنى لك من إجابة هذا السؤال معرفة هدفك والذي يجب أن يكون محدد وقابل للقياس كما ذكرنا سابقًا كما يمكنك تحديد هدفك بعدد حلقات دورة تعليمية مثلًا أو عدد صفحات الكتاب مثلًا.

السؤال الثالث: كيف اتعلم؟

وهنا ستُجيب عن هذا سؤال بكتابة مصادر الذي ستتعلم منها المهارة بالإضافة إلي طريقة تطبيق ما ستتعلمه من هذه مهارة.

يُفضل أن تُطبق معرفتك في مشاريع صغيرة بدائية وبسيطة في مجال الذي تسعي لتعلمه وفهمه بشكل عميق.

بعض ملاحظات حول مرحلة البحث عن مصادر تعلم الذاتي

  1. مرحلة بحث يجب أن يكون لها موعد نهائي وبعد إنتهاء فترة محددة للبحث فعليك البدأ في مشروع التعلم علي أي حال.
  2. تأكد أن مصدر أو كورس كامل وخاصة إذا كان معروض علي منصة يوتيوب مثلًا.

وبعد تطبيق تلك خطوات ما عليك إلا أن تبدأ في رحلة التعلم فقط ولكن كما تحدثنا سابقًا عن أضرار التعلم الذاتي وهي التسويف وعدم تركيز الذي نتعرض له.

ولذلك سأطرح عليك بعض حلول عملية والتي تناولتها العديد من الكتب والتي ستساعدك علي التخلص من هذا الداء.

هيا لنتعرف عليها في فقرات القادمة

المشكلة الأولى: التسويف

بالرغم أن هذا مشروع أنت الذي قررت بالبدء فيه ووضعت خطة تعلمه إلا إنك ستماطل كثيرًا قد يكون بسبب خوف من فشل مثلًا أو التراخي والكسل المعتاد .
ومن أفضل طرق لحل مشكلة تسويف هي العمل بنظام فترات بحيث كل جلسة تعليم ذاتي يكون لها وقت معين ويُفضل أن تكون جلسة أولي لا تزيد عن ٥ دقائق.

فكرة أن تبدأ ب ٥ دقائق كفيلة لكسر حاجز خوف بينك وبين بداية الدخول في وضع التركيز في مشروع.

المشكلة الثانية : التشتت

من المشاكل منتشرة في عصرنا الحالي هي تشتت.

في ظل مواقع تواصل اجتماعي أحيانًا لا نستطيع البدء في التعلم ولو بدأنا فسنكون مشتتين وغير قادرين علي تركيز بشكل كامل في ما نتعلمه.

الحل الوحيد لهذه مشكلة هي قائمة التشتت وهي عبارة عن ورقة تضعها بجانبك في جلسة التعلم.

وإذا وجدت شىء يشتتك في جلسة التعلم تكتبها علي الفور في هذه ورقة.
هذه طريقة أيضًا ستساعدك علي تهيئة بيئة التعلم وذلك عن طريق مراجعة تلك مشتتات والابتعاد عنها بقدر الإمكان.

إياك أن تيأس من إصلاح نفسك وتطويرها.

أحمد نور الدين

المشكلة الثالثة: عدم وجود الطاقة

تنتج هذه مشكلة بسبب جعل فترة التعلم الذاتي في نهاية اليوم بعد إنتهاء من جميع مهام وحلها الوحيد هو أن نعمل علي إدارة الوقت بشكل جيد.

يجب علينا إدراك أن التعلم بالتركيز لفترة قصيرة أفضل بكثير من التعلم لفترات طويلة يخلوها التركيز وعلينا بوضع بعض جلسات صغيرة للتعليم الذاتي خلال اليوم.

ومن الأفضل أن لا تزيد عن ١٥دقيقة للهروب من التسويف وأيضا حتي لا تُشكل أي ضغط في منتصف اليوم.

أساليب الدراسة

أساليب الدراسة
التعلم الذاتي

تذكرنا فيما سبق أن إطلاع فقط لا يمكن إن نسميه تعلم بشكل ذاتي وقد نلجأ للإطلاع لمعرفة إن كانت هذه مهارة تستحق التعلم أم لا، وإطلاع قد يكون مرحلة أولي من مراحل التعلم.

إنما التعلم يختلف علي حسب نوع المعرفة والتي تنقسم إلي :

  • معرفة عملية تعتمد علي التطبيق.
  • معرفة أدبية تكتمل بالقدرة علي حفظ واسترجاع معلوماتها في حالة احتياج إليها.

عند التعرض للمعرفة العملية يلزم التوجه إلي التطبيق المباشر أي تطبيق معلومة فور الحصول عليها سواء من دورة تعليمية أو كتاب.

وهذه طريقة ستساعدك في فهم تلك معلومة بشكل أعمق وأيضًا فهم ما بعدها من معلومات وفي الحقيقة نحن نهرب من التطبيق لإنه يختبر فهمنا ودائما نسعي للإطلاع لإنه أسهل من تطبيق بمراحل.

نصيحة مهمة جدًا

لا تعتمد فقط علي تطبيق خطوات مذكورة في دورة تعليمية أو كتاب….. غيّر وجرب.

التعلم بدون تطبيق = إطلاع فقط

وبالنسبة للمعرفة أدبية فهناك مرحلتين لتحقيق الهدف من تعلم هذا نوع من المعرفة :

المرحلة الأولي: اختبار

  1. أقرأ جزء من مادة علمية لأخذ فكرة عامة.
  2. أقرأ جزء مرة أخري لكتابة اسئلة علي أجزاء هامة.
  3. حاول إجابة هذه اسئلة من ذاكرة وإذا لم تستطع حاول بذل جهد أكبر قبل إطلاع علي إجابات حتي يدرك عقلك بإن هذه معلومات مهمة ويجب عليه احتفاظ بها.

هذه طريقة ستوضح لك معلومات وأجزاء التي تعاني من عدم حفظها بشكل جيد و وبدل أن تقوم بتوزيع جهودك علي جميع المعلومات ستقوم فقط بتركيز علي أجزاء صعبة فقط بالنسبة لك.

وهذا بدوره سيسهل عليك عملية التعلم وهذه من أفضل طرق التعلم الذاتي مقارنة بالتكرار الممل الذي يخلو من تركيز.

المرحلة الثانية: المراجعة عن طريق التكرار المتباعد

تكرار متباعد وهو تكرار معلومات علي فترات متباعدة وهنا أنصحك بتطبيق Anki للتكرار المتباعد وستقوم بإدراج اسئلة التي حصلنا عليها في مرحلة أولي وكتابة أجوبة أيضًا معها داخل التطبيق.

وهنا يا صديقي القارئ طرحت عليك عدة استراتيجيات للتعلم بشكل ذاتي وأتمني أن تساعدك في رحلة تعلمك.

” ليس لك من الأمر شيء…ما عليك إلا السعي وماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن”

الخاتمة

كان هذا موضوع مقالنا وإليك أهم عنواين:

  • الفرق بين تعلم بشكل ذاتي وتعلم نظامي
  • مفهوم تعلم ذاتي.
  • خطة دراسة.
  • أساليب دراسة.
  • مشاكل في رحلة دراسة وحلها.

ونظرًا لكثرة المعلومات بهذه مقالة قُمت بإختصارها في خريطة ذهنية بسيطة سيكون بوسعك إطلاع عليها لتذكر جميع المعلومات التي تناولناها:

كتبه : أحمد نور الدين أحمد