الصحة النفسية والصحة الجسدية وجهان لعملة واحدة

الصحة النفسية والجسدية تؤثر كل منهما في الآخر بشكل كبير، كما أن العلاجات التي تستخدم لعلاج أحدهما قد تترك تأثير علي الجانب الآخر، كل هذا يدفعنا لتخصيص وقت وجهد أكبر لفهم العلاقة بين الصحة الجسدية والنفسية.

كما ينص دستور منظمة الصحة العالمية علي أن الصحة هي السلامة الكاملة جسديًا ونفسيًا واجتماعياً، وليست جسديًا فقط، فالصحة النفسية جزء لا يتجزأ من صحة الإنسان ككل.

لذلك تسأل نفسك: ما أهمية الصحة النفسية؟ وهل لها علاقة بالإنتاج؟ وكيف يمكن أن تحسن منها؟
كل هذه الأسئلة سنجيب عليها في المقال التالي:

الصحة النفسية والصحة الجسدية

✔️ أهمية الصحة النفسية

تكمن أهمية الصحة النفسية في أنها تساعد الشخص أن يعيش حياته بشكل جيد، بإنتاجية، ومستمتعًا بها، كما أنها تقلل احتمال إصابته بالأمراض النفسية.

وفيما يلي سنعرض أهمية الصحة النفسية:

1- المساعدة في التعامل مع متغيرات الحياة.
تبرز أهمية الصحة النفسية في المساعدة علي التعامل مع المتغيرات كما تساعد علي تجاوزها دون أن يؤثر ذلك سلبًا علي الصحة النفسية.

2- تحسين الصحة الجسدية.
فإهمالها يزيد احتمالية الإصابة بأمراض عديدة.

3- تعزيز جودة النوم.
يعد الأرق من المشكلات التي ترتبط ارتباط وثيق بالصحة النفسية.

4- زيادة الإنتاجية.
الصحة النفسية المُتعبة تؤدي إلي ضعف الإنتاجية، كما تؤدي إلي التأخير في تسليم المهام.

5- تحسين العلاقات مع الآخرين.
تؤدي الصحة النفسية السيئة إلي مشاكل تؤثر سلبًا علي العلاقات مع الآخرين، مثل الانعزال عن الناس.

6- رفع مستويات الطاقة.
من أحد نتائج الصحة النفسية السلبية استنزاف الطاقة، كما تؤدي إلي الشعور المتواصل بالتعب والانهاك.

7- الحفاظ علي التفاؤل.
كما تساعد الصحة النفسية الجيدة علي التعامل مع الصعوبات بمنظور متفائل، وذلك يؤدي إلي تجاوزها بسهولة.

✔️ العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية

من الممكن أن تؤدي الصحة النفسية السيئة إلي تدهور الصحة الجسدية كما تؤدي إلي تفاقم الأمراض، ومن أبرز جوانب علاقة الصحة النفسية والجسدية:

1- تجدر الإشارة إلي أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أكثر عرضة للتدخين من أولئك الذين لا يعانون من شئ.

2- من المرجح أن يدخن الأشخاص المصابون بأمراض عقلية عدد سجائر أكبر.

3- ربطت أبحاث عديدة بين الاكتئاب والعديد من الأمراض المزمنة.

4- أثبتت الدراسات أن معدل الوفيات بسبب أمراض القلب أعلي عند الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية من مشاكل في النوم مثل الأرق، وتوقف التنفس أثناء النوم.

5- الأشخاص المصابون بالاكتئاب لديهم مستويات أقل من الدوبامين وهو الذي يؤثر علي المشاعر الإيجابية في الدماغ.

✔️ نصائح للحفاظ علي سلامة صحتك النفسية

إذا كنت ترغب في تحسين صحتك النفسية والجسدية معًا، فعليك أن تهتم بهما معًا، وفيما يلي بعض الطرق للاعتناء بصحتك النفسية:

1- مارس الرياضة.
حيث أن ممارسة الرياضة تعمل علي تحسين المزاج.

2- تعلم مهارات جديدة.
تعلم أي جديد يعزز ثقتك بنفسك، كما يؤثر ذلك إيجابيًا علي صحتك النفسية.

3- تواصل مع الآخرين.
وجود العائلة والأصدقاء حولك وتواصلك معهم يدعم صحتك النفسية، كما يعزز قيمة ذاتك.

4- اطلب المساعدة من الآخرين إذا شعرت بحاجة إلي مساعدتهم.

5- ركز علي المشاعر الإيجابية.
قم باستبدال الأفكار السلبية بالتركيز علي الأفكار والمشاعر الإيجابية للتقليل من التوتر.

6- ساعد الآخرين.
العطاء والبذل من أجل الآخرين يدعم صحتك النفسية، كما أن التطوع سوف يساعدك جيدًا علي ذلك.

7- عش اللحظة ولا تحمل هم غد.

8- اتبع نظام غذائي صحي ومتوازن.

إن مفهوم الصحة لا يقتصر فقط علي سلامة الجسد، فالصحة ليس المقصود بها خلو البدن من المرض أو الضعف فقط، بل إن من علامات الشخص المعافى أن يتمتع بالصحة النفسية، ويكون قادر علي التفكير بوضوح وحل المشكلات اللي يواجهها في حياته اليومية، كما يتمتع بعلاقات جيدة مع عائلته وأصدقائه، بالإضافة إلى شعوره بالأمان والراحة والاستقرار، كما يملك القدرة علي التعامل مع ضغوطات الحياة بحكمة، وذلك يساعده علي أن يعمل بإنتاجية تمكنه من إفادة المجتمع وترك أثر فيه.

✔️ جوانب سلامة الشخصية

كما يمكن تعريف الصحة النفسية بمفهومها الإيجابي بأنها:
حالة دائمة نسبياً، يكون فيها الفرد متوافقاً نفسياً (شخصياً وانفعالياً واجتماعياً أي مع نفسه ومع بيئته)

كما يشعر بالسعادة مع نفسه، ومع الآخرين، ويكون قادراً على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكاناته إلى أقصى حد ممكن تساعده علي الإنتاج، ويكون قادرًا على مواجهة مطالب الحياة، بالإضافة إلي أن تكون شخصيته متكاملة سوية، ويكون حسن الخلق يعيش في سلامة وسلام.

ونستنتج من هذا التعريف أن للشخصية أربعة جوانب أساسية هي:
(الجانب الجسمي، الجانب العقلي، الجانب الاجتماعي، الجانب الانفعالي)
وحتى يكون الإنسان سليماً نفسياً فلا بد من تكامل جميع هذه الجوانب في شخصيته.

✔️ كيف يحافظ الإسلام علي سلامة الصحة النفسية؟

يحقق الإسلام أركان الصحة النفسية في بناء شخصية المسلم بتنمية هذه الصفات الأساسية فيه:

  • قوة الصلة بالله.
  • الثبات الانفعالي، والتوازن.
  • المرونة في مواجهة ضغوطات الحياة.
  • الصبر عمد الشدائد.
  • التفاؤل وعدم اليأس.
  • توافق المسلم مع نفسه.
  • توافق المسلم مع الآخرين.

كما يمكن أن تتحقق الصحة النفسية بعدة أمور يكمل بعضها بعضاً، مثل:

  • الإيمان بالله، فالعبادة أصل الطمأنينة.
  • الصلاة.
  • الذكر، طاقة إيجابية مصدرها خفي.
  • الصيام.
  • الصدقة.
  • التقوى.

وفي النهاية، أوصيك خيراً بصحتك النفسية لما لها من تأثير كبير علي بدنك، وسوف تلحظ إنجازات في كل جوانب حياتك.

الكاتبة/ منة عيسى