الفراغ مفسدة للشباب |تعلم كيف تهزم فراغك!

الفراغ مفسدة للشباب والكبار وجميع الأعمار وما وجدت أسوء من أن يُمنح المرء ما هو أغلى من المال وأثمن من الذهب ألا وهو الوقت. ويسير ينفقه في اللاشيء وتوافه الأمور فيغرق في مستنقع من الأهواء والشهوات والسبيل الوحيد للنجاة هو قتل الفراغ!

اقتل فراغك قبل أن يقتلك..!

“نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ” صدق من لا ينطق عن الهوى!
صدق رسول الله صل الله عليه وسلم، فالإنسان لا يستفيق إلى نعمة الصحة إلا عندما تلسعه آهات المرض، ولا يعرف قيمة الوقت إلا عندما يباغته الموت… “رَبِّ ارْجِعُونِ”!


كيف سيقتلك فراغك إن لم تبادره بالصالحات والنفع؟

  • يزين لك الأهواء ويهوي بك في فخ الشهوات.
  • دوامات من الاكتئاب لا نهائية لا تلبث أن تخرج من أحدهما إلا تدخل في الأخرى.
  • الشعور بالنقص وفخ المقارنات.
  • الإنشغال بالناس وانجازاتهم وإغفال النفس وإهمالها.
  • الكسل والمماطلة والميوعة والضعف والهوان.
  • الشعور بأن ليس منك أي فائدة وكل ما دونك هو الأفضل.
  • التأخر والتخلف، الجميع يصل وأنت لازلت في مؤخرة الصف لا حراك.

الفراغ مفسدة للشباب ومن لم يشغل نفسه بما ينفع؛ شغلته نفسه بكل شيء إلا ما هو ذو نفع!

اقرأ أيضًا : التسويف والمماطلة |تخلص من مرض التأجيل المزمن!

الفراغ =كل ما يلهيك.

عندما تجد نفسك منشغلة بالملهيات ووسائل التواصل الإجتماعي ومتابعة أخبار من لا يزدوك سوى خسارة وإثمًا.

أعلم حينها أن هذا الوقت الذي أمضيته في تلك الأشياء التي لا يُرجى منها نفع هو في الأصل وقت فراغ تم استخدامه بشكل خاطئ.

فلا أدري حقًا ما الذي يدفع المرء في التفريط في عمره بهذه الصورة المخزية! بل ويُضيع أثمن ما قد يمتلك في تلك الأمور التى تملأ النفس فقط بالحقد والغيرة وعدم الرضا والإكتئاب.

بماذا سنقابل الله وبأي وجه نأتي في صحائفنا بهذا الكم المهول المهدور من الساعات لم يستغل فيما خلقنا الله من أجله.

أهكذا نقابل نعم الله علينا؟ أهذا شكر النعم الذي قال الله عنها”اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا”؟

والله إن يوم القيامة ليوم مهيب وعندما نستشعر هذا يجب أن يدركنا الخوف...

لا قنوطًا من رحمة الله ولكن خوفًا مما قدّمنا من أعمال لا تليق بجلاله وبنعمه التي نحن مغمسون بها غمسًا!

الثروة الحقيقية لمن يفطن!

لعلك تتأكد أن المال ليس هو الثروة التى تنتظر أن تجنيها عندما تنظر إلى هؤلاء الذين أفنوا حياتهم خارج البلاد بعيدًا عن أسرهم وأحبابهم ثم لا يعودون بالأموال في صناديق بل قد يعودوا هم ذواتهم في تلك الصناديق!


فيأتي الموت ولا ينفع المال
.

إذن المال ليس كل شيء وليس هدفًا أو غاية بل هو وسيلة للتعفف ومساعدة الغير بما منّ الله عليك من كرمه. فلا يكن المال هو مرمى عيناك أو هدفك الدائم بل هو عامل من العوامل لا كلها.

ولكن الثروة الحقيقة هي الوقت! فمن يمتلك وقته يبادر فيه بالأعمال الصالحة والنافعة هو أكثر الناس ثراءًا على هذا الكوكب.

ومن يمتلك المال والوقت يحسن استغلالهما فهذا لديه من الخير الوفير.

وقد يمتلك البعض ثلاثية ” الشباب والصحة والفراغ” ثم يضيع هذه النعم ويشغل نفسه بما ليس آوانه ويضيع ساعاته وأيامه ثم يأتي الندم وياليت ينفع الندم!

أدرك ما هي الثروة الحقيقة أولًا، فأول الطريق يبدأ بالإدراك والوعي ثم لا تقلق على ما تبقى منه فكل من سار على الطريق يصل بإذن الله.

الفارغ ليس بفارغ.

الفراغ يكون على شاكلتين من الأشخاص إما غافلًا أو متغافلًا.

  • الغافل :

هو شخص تائه لا يعرف ماذا يجب أن يفعل أو ما هو هدفه في هذه الحياة، فتجد لديه وقت كبير لا يعلم ماذا يجب أن يفعل فيه وكيف يستغله كما أمره الله.

  • المتغافل :

وهو المتهرب، من يعرف بالفعل ماذا يجب عليه أن يفعل بل لديه من الأعمال ما يساوي الجبال ولكنه يتهرب إلى ما هو أخف تعقيدًا كوسائل التواصل الإجتماعي فينفق وقته في غير محله.

قاعدة عامة”الشخص الفارغ ليس بفارغ”.

إما لديه عمل ولكنه غافلًا عنه لم يدركه بعد أو لديه بالفعل أعمال عليه انجازها ولكنه يتغافل عنها، وكلاهما مغبون في الفراغ لا يُقدران قيمته الثمينة.

اقرأ أيضًا :خطر اهدار الوقت |5 أشياء إياك أن تضيع وقتك بها!

الأصل في الفراغ.

كان في الماضي الشخص الذي لديه وقت فراغ هو الشخص الذي تفرغ من أداء الأعمال، أي بعد أن ينجز عمله وواجباته يجد وقتًا متبقيًا زائدًا عنده. أما الآن يشعرون بالفراغ دون فعل أو عمل! فالطبيعي أن يكون هناك عمل ثم التفرغ من هذا العمل لا فراغًا طائلًا دون عمل.

فيكون الحل الوحيد هو العثور على ما يسد هذا الفراغ ويشغله وإلا يقتلك الملل والضجر وتتسلط عليك الأهواء والشهوات.

فلا تستسلم أبدًا لهذا الفراغ وامتثل لأمر الله الذي أمر به نبيه الكريم “فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ”!


وكأن المسلم لا ينبغي له العيش في التوافه وما لا خير فيه ولا نفع، فالعمر قصير لا يحتمل التسويف والمماطلة والله دائمًا يحب معالي الأمور.

( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ . وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ )

أي : إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها ، فانصب في العبادة ، وقم إليها نشيطًا فارغ البال ، وأخلص لربك النية والرغبة.

الفراغ مفسدة للشباب.

كذلك قال عمر بن الخطاب إذا كان العمل مجهدة فإن الفراغ مفسدة، نعم الفراغ يفسد كل شيء حياتك، علاقاتك، نفسيتك، جميع أمورك قد تصبح حطام أمام الفراغ.

لأن الفراغ حينها لن يصبح وقتًا غير مستخدم فحسب بل يصبح سلاحًا خطرًا ضدك..
ونقطة ضعف تمكن أي حد من استغلالها ضدك بكل سهولة.

عن طريق:

  • بث السموم في رأسك بطريقة أو بأخرى.
  • تصبح المشكلات البسيطة عظيمة، لأن التفكير بها هو شغلك الشاغل في الليل والنهار.
  • تفتح بابًا للشيطان وكأنك تعطيه فرصة ذهبية لاستغلال هذا الوقت على طريقته الخاصة وما أسوء من أن تمكن الشيطان من وقتك بيديك!

فمهما تجد من مشقة في العمل أو تعب في تحصيل علم أو إرهاق في الوصول، أشكر الله أنه نجاك من الفراغ وشغلك بما ينفع.

فأن تجد ما تفعله وتعلم ما يجب عليك فعله فهذه نعمة عظيمة من الله، فكم من الغارقين والتائهين في مستنقع الغفلة والفراغ القاتل لا يعلم حالهم ومعاناتهم إلا الله، فالحمد لله دائمًــــــا وابدًا.

للمزيد حول استثمار الوقت:كيفية استغلال الوقت في حياتنا؟