مهارات العمل والمهارة التي يغفل عنها الكثير!

لتقوم بعملك بطريقة مميزة يجب أن تمتلك كذلك مهارات مميزة، مهارات العمل بدورها تجعل عملك أكثر سلاسة وأكثر إبداعًا.

ولكن ما هي أهم مهارات العمل؟ وما تعريف المهارة؟ وهل هناك فعلًا مهارة يغفل عنها الكثير؟

هذا مما سنناقشه في مقالنا… لنبدأ على بركة الله.

ما هي المهارة؟

المهارة هي فعل الشيء بسهولة ويُسر مع الإتقان في الفعل.

فنقول هذا مصنوع بمهارة إعجابًا بقيمته وجودته.

فالشخص “الماهر” هو الشخص الذي تستطيع تمييز عمله بين عشرات الأعمال دون عناء وبكل سهولة!

مقومات المهارة الحقيقية.

١) السهولة(عدم المعاناة)
٢) الإتقان.

فقد تقوم بعمل ببراعة ولكن ليس بسهولة..
فيستغرق منك وقتًا وجهدًا وطاقة
حتى تصل إلى مرحلة أحيانًا أنك تكره ما تفعل!

وقد تقوم بعمل بسهولة ويسر ولكن ليس بالإتقان الكافي..
فتجد دائمًا أن رغم انجازك الأمر سريعًا إلا أن الجودة ضعيفة غير مرضية.

وفي كلتا الحالتين يوجد خلل، فالمهارة الحقيقية هي التي يجتمع فيها السهولة مع الإتقان

كأنك تشرب الماء
لا يستغرق الأمر الكثير(سهولة)
ولا تقوم بسكب الماء عليك(اتقان)
بل أنك أحيانًا لا تشعر أنك شربت إلا عندما تجد الكوب بجانبك فارغًا!
وهذه تكون قمة التمكن من المهارة.

اقرأ أيضًا:مهارات حياتية هامة| ٦ مهارات من عمل واحد فقط!

كيف تكون المهارة سهلة؟

تصبح المهارة سهلة عندما تستمر في ممارستها حتى وإن بدى ذلك صعبًا في بداية الأمر.
الاستمرارية في الممارسة لا تستقل بها أبدًا فهي طرف خيط الإتقان.
الممارسة هي باب السهولة، كلما تدربت أكثر وبشكل جيد وتعرضت للعديد من التحديات، كلما زاد سهولة قيامك بعملك تدريجيًا.

كيف تكون المهارة مُتقنة؟

الإتقان في العمل يأتي من خلفية علمية جيدة متجددة دائمًــــــا في مجال عملك.

كلما كان لديك أساس علمي جيد في مجالك كلما زادت قدرتك على الإتقان والإبداع في هذا المجال.

الكثير يكتفي بما لديه من معلومات ولا يسعى في تطوير وتجديد ما لديه، فتجده دائمًا يسير على وتيرة واحدة دون أي تقدم يذكر وذلك للإغفال عن شيء هام جدًا وهو تحصيل العلم.

التعلم لا ينتهي أبدًا، لا تجعل الشهادة تخدعك بأنك وصلت إنها فقط شارة البداية!

إذا كنت تسعى أن تمتلك مهارة مميزة لا تمل من طلب العلم أبدًا.

العلم بلا عمل جنون! والعمل بلا علم لا يكون.

الغزالي.

شبه مهارة!

المهارة الحقيقة= السهولة+الإتقان

وإضافة مهمة وهي “الصبر”
فلا تخدع نفسك أنك تستطيع أن تصل لمرحلة أداء العمل بسهولة وإتقان كشرب الماء إن لم تكون “صبورًا” على ما تفعل!

فالكثير منا يمتلك شبه مهارة لا مهارة حقيقية..
يتوهم أنه أمتلك المهارة، والحقيقة أن المهارة لازالت قيد الاكتساب..
فيتوقف وتظل مهارته عالقة غير مكتملة؛ تتسبب له بكثير من المعاناة!

وهنا يأتي دور مهارة مهمة جدًا يغفل عنها الكثير وهي:

مهارة تنمية المهارات.

وهي باختصار “ألا تكتفي”

لا تكتفي بما حصّلته من تلك المهارة وتيقن أن لازال أمامك الكثير لتتعلمه.
ألا تكتفي بالقدر الذي اكتسبته بل زد عليه وقم بتنميته.
لا تكتفي بالعمل بالمهارة بل أعمل على المهارة وطور منها.

تنمية المهارة= الاستمرار في تعلم المهارة

وتنمية المهارة ينقسم إلى نوعين:
١) تنمية المهارة بالكامل.
٢) تنمية جزء من المهارة.

تنمية المهارة بالكامل.

وهي أن تكون متعايشًا مع هذه المهارة كليًا
فمثلًا تريد أن تكون ماهرًا بالقرآن (اكتساب مهارة حفظه)
طريقة تعلمك يجب أن تشمل القرآن بكل الوسائل..

  • قراءة.
  • كتابة.
  • سماع.
  • تسميع.

فعندما يكون الأمر شغلك الشاغل، اتقانك له مجرد وقت ليس إلا.

اقرأ أيضًا: تعلم مهارات جديدة |٧ فوائد للمهارات قد تبهرك.

تنمية جزء من المهارة.

وهذا فخ يقع به الكثير ممن يسعوا في تنمية مهاراتهم!


فليس من العقل أن في كل مرة تضيع وقتك في أبجديات تلك المهارة ومقدماتها ثم ما إن تصل إلى لُب الفائدة التي تريدها بالفعل تقف وتمل!

والسبب أنك بدأت بصورة خاطئة..

فأحيانًا تكون المهارة شاملة فتتعلمها كاملة ولكن تخصصك في جزء معين من هذه المهارة يجعلك أكثر تميزًا!

فهنا لا تكتفي بنظرتك الشاملة في تعلم هذه المهارة أو أي مهارة من مهارات العمل.
وفي كل مرة تريد أن تطور من نفسك تبدأ من نفس النقطة.

فتتوهم أنك اكتسبت المهارة إلى أن تدرك حقيقية الأمر وهي أنك تريد الجزء لا الكل ومعلوماتك العامة تلك لن تجدي نفعًا.

بل عليك التخصص وبدء العمل على ما تخصصت به وكأنك تتعلم مهارة أخرى من البداية ومن جديد.

لماذا يجب أن تمتلك مهارة تنمية المهارات؟

ولنفترض أنك تعمل بمهارة ما وتتكسب منها المال والأمور تسير على ما يرام.
هل هذا يدفعك لعدم تنمية هذه المهارة؟

ماذا عن طول المدة التي تستغرقها في أداء عملك؟
تنمية مهاراتك سيقلل من هذه المشكلة.

ماذا عن استخدام الأدوات البدائية لعدم معرفة غيرها؟
تنمية مهاراتك سيطور منك ويجعل عملك أكثر سلاسة.

ماذا عن الشعور بالملل لصعوبة العمل؟
تنمية مهاراتك سينير أفاقك ويجعلك أكثر إلمامًا بمجال عملك.

أعلم أن مهارة تنمية المهارات يفتقدها الكثير بل ربما الأغلبية لذلك تجد الأعمال روتينية يغلب عليها طابع التكرار والطريقة المعهودة الدائمة لا تميز ولا إبداع.

كيف تكتسب مهارة تنمية المهارات؟

تحويل المهارة لعادة

تخصيص وقت ثابت كل يوم أو كل أسبوع حسب سعة وقتك هو الحل الأمثل.
لا شيء ينمو في ليلة وضحاها، لذلك عليك أن تتعلم الصبر أولًا.

إعطاء مهارتك أهمية عن طريق:

  • تخصيص دفتر لتدوين الملاحظات.
  • تخصيص ملف على جهازك لجمع المصادر التي تريد أن تبدأ بها.
  • تنظيم عملية التعلم كالإلتزام بكورس أو كتاب، لا تجعل الأمر عشوائيًا.
  • جهد منظم عائد مضاعف، لا تشتت نفسك بين الكثير من المصادر.
  • إذا كان الكورس المدفوع سيوفر عليك الكثير وأنت تقدر عليه بادر بذلك؛ ما تبذله اليوم سيعود لك أضعافًا في المستقبل بإذن الله.

متابعة المتميزين في المجال

أصحاب التجارب والخبرات في نفس مجالك عادة ما يكون لديهم الكثير ليشاركوه معك، فحاول الاستفادة منهم قدر الإمكان.

متابعة المتميزين ستحفزك على تنمية مهارتك ومواصلة محاولاتك في التطوير والتحسين.

الترشيحات والتوصيات للمصادر وطرق التعلم قد توفر عليك الكثير في طريق تعلمك.

وبذلك انتهى مقالنا نسأل الله أن يكون لكم عونًا وينفعكم بكل خير.

للمزيد حول المهارات:

أهم المهارات الشخصية |١٠ مهارات مقدمة من أعظم القادة!