مهارة المرونة | المهارة التي ستغير حياتك

لم أجد وقتًا أفضل من هذا الوقت للتحدث عن مهارة من أهم المهارات التي نحتاج اليها في العصر الحالي وهي مهارة المرونة.

أظنك تخيلتها معي من عنوان المقال، فهذه المهارة هي المرونة؛ ولكن ليست هذه المهارة سهلة كما يظن البعض! فهي من أصعب المهارات التي يمكن اكتسابها، وذلك لأنها لا تأتي وحيدة، بل تأتي مع الخبرة والجرأة والثقة بالنفس في معتقدي الخاص.

وكيف لا تكون كذلك وأنت لا تستطيع اكتشاف إمتلاكك لمهارة المرونة إلا وأنت في ورطة أو تحاول السعي للوصول لشيء تريده.

ولذلك فإننا نسمع القصص الكثيرة حول الصعوبات التي يواجهها معظم الناس، وكيف أن التكيف والتأقلم يساعد في تخطيها بشكل جيد.. وكم أن هذه المهارات مهمة بالنسبة لنا في هذا القرن، وتعتمد هذه المهارة على إبقاء الشخص حي وسليم فكريا وجسديا، وتمكنه من النجاة من المواقف والظروف الطارئة، وسلوكه في الأزمات.

ولإكتساب المرونة نحتاج إلى شقين:

الشق الأول هو: المرونة في ردود الفعل الأولية

وهو الذي نقوم به عندما نتعرض للصدمة أو الموقف لأول مرة، وتكون ردة الفعل على حسب درجة المرونة والخبرة، ولتعلم المرونة بشكل صحيح يجب علينا أولًا أن نتعلم كيفية امتصاص الصدمة بطريقة صحيحة.

وامتصاص الصدمة الأولى يعد هو أكبر وأهم جزء من ردة الفعل، وهناك بعض ردود الأفعال التي تساعدنا على المرونة مثل:

إعادة الصياغة والمرونة الأفكار والمعتقدات

المرونة

وذلك من خلال التفكير بشكل خالي من المشاعر أولًا، ومن ثم إعمال العقل والمنطق.

وعند إعادة الصياغة تتضح الأمور بشكل أفضل، وحينها يمكن للإنسان البحث عن مخرج آمن، وهذا يساعدك على تخطي الموقف بصورة حسنة، كما يضيف إليك الخبرة في مواجهة التحديات المختلفة.

السيناريو الأكثر سوءًا

الإعداد مسبقًا لمعرفة ما هو أسوأ شيء قد يحدث سيساعد كثيرا على التفكير المطلق وأخذ كل الإحتمالات في الإعتبار حتى يكون لديك الحل حتى في أسوأ الحالات.

وهذا التفكير يساعدك أيضا على القوة والشجاعة في مواجهة المواقف والصعوبات، كما يجلب لك أفكارًا خارج الصندوق.

البحث عن حلول مختلفة “المرونة”

وهذا يكون من خلال إدراكك للأزمة التي تمر بها في الوقت الحالي، وباستخدام الطرق المختلفة لحل هذه المشكلة، وقد يساعدك في هذا كونك شخص تسعى للتفكير بصورة مختلفة وتبحث عن أكثر من حل حتي تصل لحل فعالٍ ومناسب.

ويمكنك أيضاٍ تعلم مهارات حل المشاكل والتفكير النقدي لمواجهة الظروف المختلفة والخروج بحلول ممكنه، وهذا الرابط سيساعدك في ذلك.

إعادة النظر في العلاقات الشخصية

استخدام علاقاتك الشخصية لمحاولة إيجاد حلول أخرى سيساعدك كثيرًا ويجعل عقلك منفتحًا لأي أفكار وآراء جديدة.

وبالطبع هذا يجعلك ترى المشكلة بأعين الآخرين، مما يهون عليك قليلًا ويوسع إدراكك لمدي صعوبة المشكلة.. ولذا فإنك لن تجد سهولة في تقبل آراء الآخرين، ولكن بمرور الوقت ستتعلم كيف تتأقلم مع ذلك.

ويمكن أيضا أن يكون حل جميع مشاكلنا هو الإشباع العاطفي من خلال وجود الشركاء والتحدث معهم، وهذا يمنح الجميع القوة في مواجهة المخاوف والضغوطات.

التفكير من خلال الروح

البعض عند حدوث أي مشكلة يلجأ للآخرين، ولكن لا يدرك أو يعي بقدرة الله على تغيير حاله بين عشية وضحاها.

وأن الله عندما يضع في طريقك المصاعب ليختبرك وأود منك أن تتأكد أنه وضع لها الحلول المختلفة ولكنه يود أن يمتحن إيمانك به.

وذكر الله على لسان النبي صلى الله عليه وسلم:

“ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة”

ولهذا فإنك عندما تعمل لله وتجدد نيتك في العمل ستجد الفرج القريب من الله، ولهذا فأنا أنصحك بالعودة إلى الطريق الصحيح عندما تشعر بأنك قد ضللت رشدك وتذكر إيمانك وهذا لأنه قادر على تغيير حياتك كلياً.

فإذا كنت تطبق هذه الأشياء مسبقًا ستجد أنك أصبحت مرن بالقدر الكافي لتخطي أي مشكلة تواجهك، ولكن ليس هذا بالقدر الكافي لمواجهة المشكلات، فهناك شق آخر للمرونة.

الشق الثاني وهو: الأفعال

يمكن تقسيم الأفعال لمواجهة الظروف أو الضغوطات المختلفة إلى ثلاثة أفعال:

Avoid | التجنب


في بعض الأحيان يكون من المفيد للأشخاص الإبتعاد وتجنب ما يسبب الألم لهم.
فمثلًا: يقابل معظمنا العديد من الأشخاص السلبيين في الحياة، وفي بعض الأحيان يمتد تأثيرهم بداخل حياتنا ليهدموا ما نبنيه. في هذه اللحظة يكون من الأفضل لنا ان نتجنبهم وندير ظهورنا لهم.

Alter | التغيير

وهذا التغيير يختلف على حسب الموقف؛ فإن كان الموقف يحتاج إلى تغيير طريقة التعامل ووضع الحدود فعليك بذلك. وإن كان يحتاج إلى تغيير وجهة نظرك تجاه الأشياء فليزمك التغيير.

وفي بعض الأحيان نحتاج إلى تغيير ردود أفعالنا فقط تجاه المواقف.

Accept | القبول

في بعض الأحيان يكون من الحكمة التقبل للأشياء كما هي ؛ وذلك لأنك تكون فقدت العنصر الأول والثاني، فلا تستطيع التجنب ولا تستطيع تغييرها ولهذا فإنك تبدأ بالبحث عن المعنى من كل هذا وما المستفاد منه، أو تجعل ما يحدث في قاموس خبراتك ومعرفتك وتتعلم منه للمستقبل.

الكاتب: أحمد بدران

اقرأ أيضاً لنفس الكاتب:

ملخص كتاب فاتتني صلاة من هنا.