مهارات القيادة وأساليبها وكيفية تطويرها



تعد مهارات القيادة وأساليبها ضرورية في جميع جوانب عملك وحياتك المهنية. لذلك، فإن أصحاب الأعمال يبحثون عمن يمتلكون مهارات القيادة، ليمكن الاعتماد عليهم لتولي زمام الأمور في الأوقات الحرجة. فما هي مهارات القيادة وكيف يمكن اكتسابها وتطويرها.

ما هي مهارات القيادة؟ وما أهميتها؟
أنواع مهارات القيادة التي يحتاجها القائد الناجح
أنواع أساليب القيادة
8 طرق لتطوير مهارات القيادة

ما هي مهارات القيادة؟ وما أهميتها؟


يمكن تعريف مهارات القيادة Leadership Skills على أنها مجموعة من المهارات التي تشمل القدرة على الإشراف وتنظيم العمليات وتوجيه وتحفيز الأشخاص نحو تحقيق الأهداف سواء كانت فردية أم جماعية.

تشمل مهارات القيادة مهارات التواصل والإقناع والتفاوض، والإدارة والتخطيط والابتكار. وتعد عاملًا هامًا لا بد أن يمتلكه أصحاب الأعمال و ممن يشغلون منصب قياديًا ليتمكنوا من اتخاذ القرارات الصحيحة وإدارة الموارد بفعالية لتحقيق الأهداف. لكن ما أهمية مهارات القيادة؟

أولًا: تحديد الأهداف


يمتلك القائد تخيل ورؤية أوضح لأهداف الفريق وما الذي يتوجب فعله وكيف لتحقيق تلك الأهداف. ولا يقوم القائد بتوجيه رؤية المؤسسة فحسب، بل ينقلها للآخرين لتحفيزهم للقيام بمهامهم بشكل صحيح. وكذلك، يوفر القائد البيئة المناسبة لموظفيه لمساعدتهم على الأداء بأفضل ما لديهم.

ثانيًا: القيادة الفعالة وتحفيز الجهود الجماعية


من خلال ممارسة القيادة الناجحة، يمكن للمدير التأثير على أي مجموعة من الأشخاص لإتمام العمل وإنجازه على أكمل وجه. إذ يعمل المدير على توطيد العلاقات بين الأفراد داخل فريقه فيرتقي بالفريق إلى مستوى أفضل من الأداء.

يمكن تشبيه القائد بمدرب الفريق، فهو من يوزع المهام على الموظفين ويضعهم في المواضع الملائمة أكثر لقدراتهم تمامًا كما يرسم المدرب خطة ويقرر تشكيلة اللاعبين للمباراة.

ثالثًا: غرس القيم


يستطيع القائد الناجح أن يغرس أخلاقيات العمل والمباديء التي تتبعها المؤسسة داخل موظفيه من خلال كونه قدوة ومثالًا يحتذى به بقيامه بالتصرف الجيد المستقيم أمامهم.

رابعًا: تقويم السُلطة


السلطة بدون مهارات قيادة هي كالحصان الجامح فلابد من ضوابط أو توجيه لتلك الأوامر. لا يمكن للسلطة وحدها أن تخلق المبادرة إلى العمل. لكن القيادة الحكيمة تؤدي إلى الحصول على النتائج الملموسة لمجهودات الأشخاص نتيجة التأثير عليهم.

خامسًا: تقديم أفضل أداء والحصول على أعلى النتائج


بالقيادة الفعال يتمكن من توزيع أعباء العمل بكفاءة على الموظفين بما يتناسب مع قدرات كل واحد منهم فيحصل على الأداء والنتائج الأفضل.

أنواع مهارات القيادة التي يحتاجها القائد الناجح :

1. مهارات التفكير الاستراتيجي


فالقدرة على التفكير بشكل استراتيجي وهي ما تميز القائد عن المدير. والمقصود بالتفكير الاستراتيجي هو أن تكون لديك رؤية عن المكان أو الهدف الذي ترغب في الوصول إليه وتعمل بجد من أجل تحقيق ذلك.

يتم ذلك عن طريق جمع وتحليل المعلومات وفهم جيد لسوق العمل وطبيعة العملاء. يتم استخدام هذه المعلومات في صنع القرارات الإستراتيجية الحاسمة.

يجب أن يكون القائد قادر على إيصال فكرته ورؤيته بفعالية إلى الموظفين ليتبنوا تلك الرؤية أيضًا ويعملوا وفقًا لها. ومن هنا تأتي أهمية امتلاك القادة لمهارات التواصل.

2. مهارات التواصل


تشمل مهارات التواصل الاستماع الجيد، والقدرة على بناء علاقات قوية بشكل سريع وفعال، إعطاء الملاحظات البناءة بخصوص أداء الموظفين، التحدث في الاجتماعات والمؤتمرات بثقة والقدرة على إيصال المعلومة بسهولة.

تخلق مهارات التواصل القوية هالة من الكاريزما والجاذبية حول الشخص وتجعل الناس يرغبون في الاقتراب منه واتباعه وهذا ما يبحث عنه القادة والمدراء.

3. مهارات التخطيط والتنظيم


بدون خطة منظمة ومحكمة، فإن الرؤية التي يمتلكها القائد لن يمكن تحويلها إلى واقع حقيقي. لذلك، فإن
التخطيط والتنظيم لا تقل أهميتة عن التفكير الاستراتيجي. تعد الإدارة الجيدة للمخاطر مهمة أيضًا أثناء التخطيط لتجنب حدوث الأخطاء والتمكن من التعامل معها عند حدوثها.

ومن أجل دعم مهارات التخطيط والتنظيم، يجب أن يكون القائد أيضًا قادرًا على اتخاذ قرارات جيدة ليتمكن من تنفيذ الخطط التي وضعها بفعالية.

4. مهارات إدارة الموظفين

 

مهارات القيادة وأساليبها مع فريق العمل

 

 

مهارات القيادة وأساليبها

يحتاج القادة إلى مهارات العمل مع الآخرين على أساس

فردي وجماعي. فمثلًا، يجب على القادة أن يشجعوا موظفيهم لتقديم أفضل أداء وظيفي من خلال خلق بيئة عمل إيجابية تحفيزية والعمل علي بناء فريق عمل مثالي.

ذلك من خلال فهم ومعرفة نقاط قوتهم وضعفهم أثناء مقابلات العمل وهذا يساعد القائد على وضع كل موظف في مكانه الصحيح الذي يلائم قدراته مع تقديم التدريبات اللازمة لتحسين نقاط الضعف لديه.

5. مهارات التغيير والابتكار


يجب أن يكون القائد الناجح قادرًا على متابعة تلك التغييرات العلمية والتكنولوجية في مجال عمل مؤسسته واستيعابها لتطبيقها في المؤسسة. كما أنه يعرف كيفية التفكير والقيام بأمور مبتكرة ويحفز موظفيه على الإبداع ويشاركهم في التفكير.

6. مهارات التأثير والإقناع


يمتلك القادة الناجحين القدرة على إقناع الآخرين والتأثير على أفكارهم. ولكي يتمكنوا من ذلك فهم بحاجة أولًا إلى خلق نوع من التواصل مع الآخرين وفهمهم كما لو أنهم يجلسون داخل عقول الآخرون ويفهمون كيف يفكرون.

أنواع أساليب القيادة

أساليب القيادة وكيف تستخدم الأسلوب المناسب حسب فريق العمل

 

مهارات القيادة وأساليبها

أولا: أسلوب التدريب Coaching style


المدرب يمكنه تمييز نقاط القوة والضعف الخاصة بأعضاء فريقه، فإنه يساعد كل عضو على التغلب على ضعفه ويعلمه الاستفادة من قوته بأقصى قدر ممكن. يتميز القادة الذين يعتمدون على هذا الأسلوب بقدرتهم على وضع أهداف العمل وخلق بيئة عمل إيجابية وفرض توقعات واضحة عن المسار الذي يجب اتخاذه.

هذا الأسلوب قد يستغرق الكثير من الوقت لتنفيذه مقارنة بأساليب القيادة الأخرى. قد يلائمك استخدام أسلوب التدريب إذا كنت:

تقدم الدعم الإداري والنفسي للموظفين.
توجه موظفيك كيفية القيام بالأمور.
تحرص على تطوير مهارات موظفيك.
توازن بين مشاركة المعرفة مع الآخرين وبين مساعدتهم في البحث عن الإجابة بأنفسهم.

ثانيًا: أسلوب البصيرة Visionary style


يتمتع القادة ذوو البصيرة النافذة بقدرة عالية على رفع مستوى الأداء في العمل وتحفيز الموظفين على الابتكار.

يعد هذا الأسلوب ملائمًا للشركات الصغيرة ذات معدل النمو السريع أو المؤسسات الكبيرة التي تمر بكثير من التغيرات خلال فترة زمنية قصيرة. قد تكون قائدًا يتمتع ببصيرة ثاقبة إذا كنت تمتلك الصفات التالية:

على استعداد دائم للمخاطرة إذا كان ذلك سيحقق هدفك بطريقة أفضل.
لديك القدرة على وضع الخطط الاستراتيجية.
تفكر دائمًا خارج الصندوق بطريقة إبداعية.
تشجع الآخرين وتكون مصدر للإلهام لهم.

ثالثًا: أسلوب الخدمة Servant style


يتبنى هذا الأسلوب فكر “تأتي مصلحة الأشخاص أولًا” إذ يؤمن القادة الذين يستخدمون هذا الأسلوب بأن شعور الموظفين بالرضا من شأنه أن ينعكس بالإيجاب على مستوى إنتاجيتهم.
يعد هذا الأسلوب شائع الاستخدام بكثرة في المؤسسات غير الربحية. قد يلائمك استخدام أسلوب الخدمة إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:

تحفز أعضاء فريق للعمل وتميل لأخذ المبادرة.
تمتلك مهارات تواصل جيدة مع الآخرين.
تهتم بأعضاء فريقك بشكل خاص، وتسعي لتطوير مهاراتهم.

رابعًا: الأسلوب الأوتوقراطي Autocratic style


يُعرف أيضًا باسم “الأسلوب الاستبدادي”، فالأشخاص الذين يعتمدون هذا الأسلوب يركزون بشكل خاص على أداء العمل.
يتخذ القائد القرارات بأنفسهم أو مع مجموعة محدودة من الأشخاص فقط. ويجب على الموظفين أن يفعلوا بالضبط ما يُطلب منهم وحسب دون نقاش.

يمكن استخدام هذا الأسلوب مع الموظفين الذين يحتاجون إلى إشراف مكثف ولكنه من ناحية أخرى، يجعل الموظفين يشعرون كما لو أنهم مجرد آلات. يمكنك اتباع هذا الأسلوب إذا:

لديك ثقة عالية بالنفس.
تتواصل مع الآخرين بشكل واضح وصريح.
تجيد وضع القوانين لضبط الأمور وتتبعها بحذافيرها.
يمكنك إنشاء بيئة عمل شديدة التنظيم والالتزام.
يمكن الاعتماد عليك لإنجاز الأمور على أكمل وجه.

خامسًا: أسلوب عدم التدخل Laissez-faire style


هذا الأسلوب يعتمد على توزيع أعباء العمل على الموظفين  بالكيفية التي يرونها ملائمة. وذلك لأن القادة الذي يعتمد سياسة عدم التدخل يكرس وقته للعمل على مشاريع أخرى.

قد يتبنى المدير هذا الأسلوب عندما يكون أعضاء فريقه من أصحاب الخبرات الطويلة وبالكاد يحتاجون إلى أي إشراف.

توفر موارد وأدوات العمل لفريقك بشكل كافي.
تقدم النقد البناء، وتطور بيئة عمل مستقلة.
تشجع الفريق على أخذ المبادرة وتنمي فيهم مهارات القيادة.

سادسًا: الأسلوب الديموقراطي


ما بين الأسلوب الأوتوقراطي الذي تعتمد فكرته على اتخاذ القرارات من قبل القائد وحده، وأسلوب عدم التدخل الذي يفوض الخبراء للقيام بعملهم واتخاذ القرارات الملائمة بأنفسهم. هناك الأسلوب الديموقراطي الذي يجمع ما بين الأسلوبين من خلال الاستماع إلى آراء الموظفين أولًا واتخاذ القرار النهائي من قبل القائد. قد يلائمك هذا الأسلوب إذا كنت:

تهتم بعقد اجتماعات مع الموظفين والاستماع إلي آرائهم.
تتحلى بالمرونة والعقلانية.
توفر بيئة عمل تعتمد على مشاركة جميع الموظفين.

سابعًا: أسلوب ضبط وتيرة العمل Pacesetter style


يحقق نتائج سريعة إذ يركز القادة الذين يتبعون هذا الأسلوب على الأداء بشكل أساسي. كما أنهم يحددون معايير مرتفعة للموظفين ويجعلون أعضاء الفريق مسئولين عن تحقيق أهدافهم. قد تكون قائدًا يتبع هذا الأسلوب إذا امتلكت مهارات القيادة التالية:

تضع الأهداف نصب عينيك.
على أتم الاستعداد لفعل أي شيء لتحقيق هدفك.
ذو كفاءة عالية، وتفضل جودة الأداء على امتلاك المهارات الناعمة.

ثامنًا: الأسلوب التحوّلي Transformational style


يشبه إلى حد كبير أسلوب التدريب من حيث التركيز على التواصل مع الموظفين ووضع أهداف العمل. يهتم القائد بتحقيق أهداف المنظمة. ونظرًا لأن هذا الأسلوب يركز على الأهداف الكبيرة الشاملة، فإنه يلائم الموظفين الخبراء الذين يستطيعون العمل على مهام ومشاريع ضخمة يتخذون فيها القرارات بأنفسهم دون الحاجة إلى إشراف مباشر.

قد تكون قائدًا يلائمه استخدام هذا الأسلوب إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:

تحافظ على الاحترام المتبادل بين أعضاء فريقك.
تقدم التشجيع  لأعضاء الفريق.
تلهم الآخرين لتحقيق الأهداف.

تاسعًا: أسلوب المعاملات


يركز هذا الأسلوب على الأداء في العمل بشكل خاص ومكثف. فالقائد الذي يتبنى أسلوب المعاملات يعلن عن مكافأت لأصحاب النتائج الأفضل، بينما تكون هناك إجراءات تأديبية لمن يفشل في تحقيق أهدافه.قد تكون قائدًا يلائمه أسلوب المعاملات إذا كنت تمتلك المواصفات مهارات القيادة التالية:

تركز في أدق تفاصيل العمل بشكل عميق.
ذو شخصية واقعية وعملية

عاشرًا: الأسلوب البيروقراطي


يتشابه هذا الأسلوب مع الأسلوب الأوتوقراطي في أن الموظفين يتبعون إجراءات العمل بحذافيرها. إذ يعتمد الأسلوب البيروقراطي على التسلسل الهرمي لكل مستوى وظيفي. قد تكون قائد يلائمه الأسلوب البيروقراطي إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:

تتمتع بالإرادة القوية.
تلتزم بتطبيق أخلاقيات العمل.
تتحلى بالانضباط الذاتي.

8 طرق لتطوير مهارات القيادةوأساليبها


فيما يلي 8 خطوات مهمة يجب عليك اتخاذها لتطوير مهارات القيادة لديك:

1. حدد أسلوب القيادة الخاص بك
2. اجعل القراءة عادة دائمة لك
3. احصل على بعض التدريب العملي
4. ‏. اعمل على مهاراتك وبالأخص مهارات العمل والمهارات الشخصية.
5. حدد الأهداف وتابع التقدم
6. اطلب المزيد من المسؤوليات
7. ابحث عن فرص تطوعية
8. كون علاقات مع قادة المؤسسات الأخرى

بالقيادة الفعالة يتمكن القائد من توزيع أعباء العمل بكفاءة على فريق العمل لذا وجب علينا تعلم مهارات القيادة وأساليبها لنستفيد منها أعظم فائدة

الكاتبة : ندى الفطايري